ألبسة الأطفال وألعابهم في العيد.. ارتفعت الأسعار وانخفضت شهية التسوق

الثورة- علا مفيد محمد:

كيف نقنعُ أطفالاً يعدّون أن أجمل مافي رمضان أنه ينتهي بالعيد.. أي الملابس الجديدة واللعب وحلوى العيد ، كيف نقنعهم بأن لا قدرة على شراء كل ذلك ولا وسيلة لتحقيق هذه الأمنيات التي أصبحت ضرباً من الأحلام عند الكثيرين.
ففي الوقت الذي يجب أن يكون فيه قدوم العيد مبعثاً للفرح والضحكات جاء ثقل الأعباء ليسرق بهجته بغلاء الأسعار الذي فاق حدود الوصف، وعدم قدرة الكثيرين على شراء أساسيات حياتهم..
فكيف بهم يؤمنّون مستلزمات العيد بعد أن ضاقت يدهم و أثقلت المصاريف اليومية كاهلهم.
حال السوق..
ولأن شراء الملابس طقس أساسي من طقوس استقبال العيد رصدت الثورة حركة الناس في الأسواق حيث أشار بعضهم إلى أن أسعار الألبسة المعروضة في المحال ارتفعت لما يُقارب نسبة 200 % وربما أكثر عما كانت عليه في شهر رمضان الماضي في الوقت الذي سبق العيد و هو ما أجبرهم على العزوف عن الشراء في الوقت الحالي لعدم تناسب قدرتهم الشرائية مع التضخم الحاصل في الأسعار، حيث بات إكساء طفل بشكل كامل يقارب النصف مليون ليرة للملابس ذات النخب الأول و أضافوا لذلك ” نحن أمام خيارين إما عدم الشراء و حرمان أطفالنا من بهجة العيد بألبسة جديدة أو التوجه إلى أسواق البالة.. هذا الحلّ الذي تسلل شيئاً فشيئاً إلى حياتنا بسبب الغلاء الفاحش، وأيّ متجوّل بين شوارع العاصمة سيلاحظ الحركة الكبيرة التي تشهدها أسواق و بسطات البالة.
الإقبال على ألبسة البالة..
تقول عفراء التي تعمل كبائعة للألبسة المستعملة ” أنها تشتري بضائع غالية لأن نوعيتها جيدة فالألبسة الأوروبية التي تعرضها تعود لماركات بعضها يُباع بالمحال بأسعار مضاعفة لذلك من الطبيعي أن تبيعها بأسعار مرتفعة نسبياً، لكنها تظل مقبولة مقارنةً بما يُعرض بالمحال.. وأضافت أن هناك زيادة في الإقبال على شراء بضائعها مقارنةً بالأعوام السابقة مؤكدة أن زبائنها ليسوا فقط من البسطاء فهناك عائلات ميسورة تفضل شراء كسوة أطفالها من البالة لأن ما تعرضه أفضل جودة من التي تُباع في الأسواق و هناك من يريد أن يشتري أكثر من كسوة.
واستكمالا لمعرفة سبب الغلاء توجهنا بالسؤال للدكتور عابد فضلية أستاذ التحليل الاقتصادي في جامعة دمشق حول سبب الارتفاع الجنوني للأسعار و عن قراءته لصورة الوضع العام قبيل العيد حيث قال ” الأسعار في سورية مشتعلة كما يُقال.. والأسباب خارجية وداخلية وهي أسباب موضوعية مقبولة وغير موضوعية ..
فعالمياً وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية ارتفعت أسعار معظم المواد وعلى الأخص الغذائية والعلفية، لا سيما أن أوكرانيا هي مصدر عالمي رئيسي للصويا والعلف والقمح .
إضافةً إلى ذلك، سوء المواسم الزراعية لأسباب تتعلق بالطقس والفيضانات في معظم دول العالم ، ما أدى إلى ارتفاع أسعار مثل هذه المواد عالمياً .. لهذه الأسباب كلها (ولأسباب محلية أخرى) ارتفعت الأسعار في سورية ، وأول وأهم الأسباب المحلية هي حالة التضخم، وبطء، وصعوبة ،وعوائق التجارة الخارجية في الاستيراد والتصدير ، عدا عن معوقات العمل الإنتاحي الزراعي والصناعي المفتعلة عن غير قصد وغير مفتعلة بسبب الظروف المحيطة.
وأوضح بأن الأسباب المفتعلة عن غير قصد هي تلك القرارات التي تمنع استيراد مستلزمات الإنتاج و أهمها و أخطرها تلك التي تعيق و تصعّب توفير الأعلاف والأسمدة لقطاعنا الزراعي( النباتي والحيواني) بحجة ترشيد الاستيراد.
لهذه الأسباب..
وعزا فضلية ارتفاع الأسعار في هذا الشهر وقبيل العيد إلى أن مناسبة رمضان المبارك (وعيد الفطر) تاريخياً وفي كل عام تكون مناسبة سوقية لرفع أسعار كافة السلع الرمضانية بسبب زيادة الطلب عليها .. وبالتالي استعداد الناس ورضاهم القسري بدفع أسعار أعلى نتيجة الحاجة والضرورة.
وأشار الدكتور فضلية انه في ظل الارتفاع العام للأسعار وأجواء الشهر الكريم والعيد مع انخفاض القوة الشرائية بدرجة غير مسبوقة بقي المستهلكون على نفس عاداتهم في الاستهلاك والشراء لكن للأنواع الأقل جودة مثل ألبسة البالة على سبيل المثال والتي بدورها ارتفعت أسعارها أيضاً نتيجة شدة الطلب عليها ،فصار المستهلك رهينة لأفضل الشرّين إما شراء الألبسة الجديدة ذات الأسعار المرتفعة أو شراء ألبسة البالة رخيصة الثمن عموماً والمرتفعة أسعارها عن الحد المعقول..
وفي الحديث عن هذه الحالة نذكر فقط ألبسة الاطفال. لأن الأهل والكبار أقلع معظمهم عن شراء الألبسة الجديدة بينما هم مضطرون أو يرغبون بذلك لإسعاد أولادهم بمناسبة العيد، وهذا الطقس تعتبره معظم العائلات طقساً مقدساً ونحن منهم.

آخر الأخبار
جودة طبيعية من دون غش.. منتجات الريف تصل المدن لدعم الصناعة السورية.. صفر رسوم للمواد الأولية أرخبيل طرطوس.. وجهات سياحية تنتظر الاهتمام والاستثمار مركزان جديدان لخدمة المواطن في نوى وبصرى درعا.. تنظيم 14 ضبطاً تموينياً اللاذقية: تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على حريق ربيعة الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا