أصدر العديد من الشركات البرمجية قراراً بوقف عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر بما فيها النسخة المطورة ل(جي بي تي 4 ) التي تمّ إطلاقها منتصف شهر آذار الماضي…
فهل يخاف الإنسان من نفسه واختراعاته أم إنّه يعطي فرصة للشركات البرمجية لمواكبة هذا التطور الذي سيبتلع معه البشرية جمعاء، أم إن المكتشفات والتطورات تأكدت أن لا مجال للسيطرة على الذهن البشري بالمطلق…!!
الذكاء الاصطناعي حديث العالم وكلّ البرمجيات وتطوراتها ستجعل من الجيل القادم للذكاء الاصطناعي يحلّ محلّ الإنسان حيث إنها ستلبي كل الاحتياجات للمستخدمين وتقوم بالعديد من المهن والمهام بما فيها الكتابة والترجمة والصحافة والمحاسبة وجمع المعلومات والتحليل المالي وحتى السياسي ما يهدّد العديد بفقدان وظائفهم.
استفاقت اليونسكو مؤخراً وأكدّت ضرورة استحضار بعد إنساني وأخلاقي لطموح الدول والشركات المستفيدة من تلك التقنيات والبرمجيات ومخاطرها على الأفراد والمجموعات، فهل نشهد مستقبلاً تشريعات تحمي المستخدمين وتضمن سلامتهم؟ أم نحن على أعتاب نشر وباء جديد بتصاميم مخبرية عالمية جديدة لخلق حالات مرضية ذهنية للسيطرة على الشعوب والأمم من دون رقابة أو محاسبة
مداهمة الذكاء الاصطناعي للإبداع الإنساني في مجالات الأدب والفنون وابتكاراته عبر تقنيات برمجية لنصوص أدبية ونوتات موسيقية ولوحات فنية لا تفرّقها عن الإبداع الإنساني للوهلة الأولى تجعل من الأدب والفنّ حلبة صراع تشكّل تهديداً كبيراً لهوية الشعوب وانتماءاتها وذائقتها، وبالتالي تهدّد الأصول والجذور واللمسات الإنسانية التاريخية والمستقبلية.

السابق