تبدأ الحكاية من فكرة ثقافية مسرحية هادفة، تكبر وتنضج لتصبح منهج عمل لفريق مسرحي وثقافي يؤمن بأن المسرح” أبو الفنون” يملك من الطاقات ما يجعله قادراً أن يصنع فرقاً في عالم بناء الإنسان، فكيف إذا كان الهدف هو الطفولة التي عاشت الحرب والكوارث والحصار الاقتصادي، وترعرعت في ظلّ ظروف استثنائية شوهت طفولتهم وأصابتهم في براءتهم.
المكان مسرح الخيام بحلته الجديدة، والزمان أيام عيد الفطر السعيد، والضيوف هم أطفال بعمر الزهور اليانعة، برفقة ذويهم ليستمتعوا ببهجة العيد وألق الحياة، وينهلوا من معين الحكاية الكثير من القيم عبر تقنيات حديثة فيها من الإبهار ما يجذب اهتمامهم ويأخذهم إلى عوالم الحلم الجميل والطموح بمستقبل مشرق يليق بطفولتهم وبانتمائهم إلى أرض لم تبخل يوماً في تقديم الغالي والنفيس من أجل حمايتهم.
في مهرجان مسرح الطفل للعروض البصرية بدورته الأولى، اجتمعت مؤسسة ميار الدولية للإنتاج والتوزيع الفني مع تجمع” شدو” الفني البصري المسرحي وبرعاية خاصة من وزارة التربية ودعم من بعض الفعاليات الاقتصادية، ليشكلوا جميعاً شراكة إيجابية في تقديم مسرحيات هادفة تحمل في مضمونها رسائل الحب والعطاء والعمل والصدق، وتخاطب عقل الطفل المتفتح والباحث دائما عن المبهر والجديد من جهة، وعلى الجانب الآخر تقدم له المعارف الجديدة ليكون قادراً أن يرسم حياته على دروب مستقبل يزهر بالتفوق والنجاح.
ومن نافذة الضوء التي نطل من خلالها على شراكات بتنا بأمس الحاجة إليها في وقتنا الراهن، ندرك بمزيد من الثقة مقدار الحاجة للاستثمار في الإنسان والاستثمار في الثقافة، وما أحوجنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى لتعاون القطاعات جميعها الخاصة منها والعامة للنهوض بالمجتمع، وقبل كلّ شيء بناء الإنسان” طفلاً، يافعاً، شابا” وتقديم ما من شأنه الارتقاء بالذائقة الفنية والتوجه نحو عالم الثقافة والإبداع والتنوير.
وليس مغالاة القول :إن مهرجان مسرح الطفل للعروض البصرية بدورته الأولى، يشكل في مضمونه تظاهرة ثقافية واجتماعية، ويجسد منهجاً وفتحاً جديداً في عالم الاستثمار في الثقافة، ليكون المال في خدمة العلم والوعي وبناء الإنسان.