” قرض للبيع “

ينشط هذه الأيام في الخفاء وتحت الرماد ومن تحت الركام في مناطق بحلب واللاذقية وجبلة وحماة ما يمكن تسميته سوق للاتجاروالتجارة في” قرض الزلزال”. تقوم هذه السوق على الاتجار بالضحايا والمتضررين وحتى من هم بين الأنقاض، لاستثمار النكبة الإنسانية جراء الزلزال الى أبعد حدود في ارتكاب يمكن تسميته “بقرض النكبة ” و المرشح لأن يتحول الى “نكبة القرض”.

ما الحكاية ..!!

للحق كان “قرض الزلزال” من أهم الإجراءات الحكومية المباشرة للاستجابة لكارثة الزلزال من خلال تقديم قروض تصل لحدود200 مليون ليرة سورية وبفترة سماح تصل الى ثلاثة سنوات تبدأ من تاريخ الحصول على القرض ومن دون أي فائدة، ومن يريد الدخول في الحسبة المالية فأن أرقام الدعم مهولة جراء سنوات السماح والاعفاء من الفائدة لهذا المبلغ المهم.

لكن ماجرى واقعياً أن تجار العقارات وتجار الكوارث والتجار بدماء الناس استشاط لعابهم لهذه الفرصة المالية ، وتم البدء اليوم بمشروع عمل جديد يبدأ أولاً من ترتيب اجراءت الاستحواذ على البيت المتضرر أوغير المتضرر من الزلزال بالتعاون مع مفاصل معينة في الإدارات المحلية في تلك المناطق والمدن المنكوبة، وهذا أيضاً بالمقابل استثمار جديد للقائمين على الوحدات الإدارية الذين انتخبناهم بأيدينا .

اذا وبعد ترتيب البيت المتضرر بحق أو من دون حق تأتي الخطوة الثانية بشراء العقار المتضرر أو الذي تم ترتيبه على أنه متضرر وميزته أنه يستحق قرض الزلزال ، الذي تحول الى قرض للنكبة .

هكذا قامت هذه التجارة من خلال الاستحواذ على “عقارات الزلزال” في المدن والبلدات المنكوبة .. في ترسيخ لحال سيعطي تجار النكبات والكوارث الذين تمرسوا العمل والتنفيذ لهكذا صفقات .. الغنيمة اليوم من خلال قرض لا تقدر قيمته بثمن .

والمشكلة أن هؤلاء لديهم القدرة على تطويع القانون بالاستفادة من ثغراته كما يشاؤون ، لنفرض قالت الجهات المانحة للقرض لن يكون الا لمالك العقار قبل نكبة الزلزال ، فان هؤلاء التجار يلجؤون الى الوكالات خارج وثائق الملكية ، وان قلت لهم الاجراء سيكون كيت .. سيكوت التلاعب كيت وكيت . .. وهكذا

لذلك فالقصة اليوم بين ايدي خبراء القانون والاقراض في الوزارت المعنية وفي المصارف .

المعضلة التي نقع فيها في كل مرة أن الدولة تقدم المزايا للناس التي تحتاج ، ومن الخزينة العامة للدولة ، وهذه أموال ملك للناس أساسا .. ” مصاري الناس” لكن ترى أن الشباب الطيبة دائما يجدون الفرصة المناسبة للانقضاض على هذه المزايا – حتى وان كانت إنسانية- الى جيوبهم وبطونهم التي تورمت بشكل يثير القرف والاشمئزاز.

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار