الثورة – سيرين المصطفى:
تتواصل في ريف إدلب الجنوبي أعمال إزالة الأنقاض وفتح الطرق في بلدة الهبيط، ضمن حملة خدمية تشرف عليها محافظة إدلب وإدارة منطقة خان شيخون، بإشراف مدير ناحية حيش والمجلس البلدي في البلدة، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء البلدة التي دمرتها الحرب في سوريا ودفعت سكانها للنزوح لسنوات طويلة.
وذكرت المحافظة عبر معرفاتها الرسمية أن الحملة تأتي ضمن خطة خدمية شاملة لتحسين الواقع العام وتعزيز السلامة المرورية، عبر فتح الطرقات الرئيسية وتنظيف محيط الأبنية السكنية من الركام، بما يسهل عودة الأهالي وتنقلهم داخل البلدة. وأشارت إلى أن هذه الجهود تُعدّ جزءاً من مسار أوسع لإعادة الخدمات إلى المناطق المحررة في ريف إدلب الجنوبي.
وقال الناشط المحلي عيسى جلول، أحد أبناء بلدة الهبيط، في تصريح لـ “صحيفة الثورة”، إن فرق العمل بدأت بإزالة الأنقاض من الشوارع الرئيسة ورفع الركام من محيط الأبنية المنهارة، موضحاً أن نسبة الدمار في البلدة تتجاوز 80%، ما يجعلها من أكثر المناطق تضرراً في ريف إدلب.
وأضاف أن الجهود الحالية رغم أهميتها لا تزال محدودة، إذ تحتاج البلدة إلى عدد أكبر من الآليات والعمال، إضافة إلى فترة زمنية أطول لإنجاز المهام المطلوبة، خاصة مع الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبنى التحتية.
وأكد جلول أن الأهالي يطالبون بإطلاق حملة جديدة أكثر شمولاً تستهدف مختلف أحياء الهبيط، لافتاً إلى أن الركام المنتشر في الشوارع كان يشكل عائقاً كبيراً أمام عودة السكان، وأن بعض العائدين اضطروا إلى مغادرة البلدة مجدداً بسبب صعوبة الحركة وانعدام الخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن مشهد الدمار الواسع كان يترك أثراً نفسياً عميقاً لدى العائدين، إذ شعر كثير منهم باليأس حين رأوا قراهم وقد تحولت إلى أطلال، مضيفاً أن استمرار حملات الإزالة سيساعد في بث الأمل مجدداً ويدفع المزيد من العائلات إلى العودة والاستقرار.
وأوضح جلول أن عمليات رفع الأنقاض وتنظيف الشوارع بدأت تعيد الأمل للسكان، إذ يشعر الأهالي بتحسن ملموس في إمكانية التنقل داخل البلدة، وبأن خطوات الإعمار باتت أقرب إلى التحقق، كما أعرب عن أمله في أن تتوسع الحملة لتشمل ترميم المرافق العامة والمدارس والمراكز الخدمية، ما من شأنه أن يسرّع في عودة الحياة الطبيعية إلى البلدة.
وتعدّ الأنقاض من أبرز التحديات التي واجهت الأهالي في المناطق المحررة، إذ تسببت في عرقلة العودة وإعاقة النشاط التجاري والزراعي.
وطالب السكان الجهات المعنية بتكثيف الجهود الحكومية والإنسانية لوضع حلول عاجلة لهذه المشكلات، وكانت حملات مماثلة قد أطلقت في عدد من المناطق المتضررة مثل “سراقب تستحق” في مدينة سراقب، و”بث الأمل لترحيل الألم” في معرة النعمان، حيث ساهمت في تحسين البيئة المعيشية وتسهيل عودة النازحين، إلا أن بلدة الهبيط، التي كانت مسرحاً لمعارك عنيفة خلال سنوات الحرب، لا تزال بحاجة ماسة إلى تدخل أوسع يعيد إليها ملامح الحياة بعد أكثر من عقد من الدمار والنزوح.