معارض كثيرة ومتنوعة تنطلق بشكل أسبوعي وفي مختلف انحاء البلاد وبمختلف الاختصاصات الاقتصادية والخدمية والإلكترونية والغذائية والقائمة تطول، في مشهد يعكس ظاهره نشاطاً تجارياً حقيقياً، ولكن يدرك الكثيرون أن بعضها ليس إلا فعاليات عابرة تنتهي بانتهاء ساعاتها الأخيرة.
ولو قرأنا أخبار الكثير من تلك الفعاليات لوجدنا ديباجات فخمة ترافقها فيتم استعراض عدد الشركات الخارجية المشاركة، اما إن كان من فقر في عددها فيتم إبراز عدد الشركات المحلية المشاركة، مع إبراز عبارة (من كافة المحافظات) كنوع من التفخيم في مكوّنات المعرض وتضخيم الحدث، بما يوحي بأنه حدث قلّ نظيره أو حتى حدث فارق غير مسبوق مستقطب لكل الفعاليات التجارية والاقتصادية وسواها من الصفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع..!!
المسألة ببساطة هي الاستفهام عن ماهية هذه المعارض والدور الذي تلعبه في وقت لا يسمع أحد عن شيء يتصل بها بعد انتهاء فعالياتها، فلا خبر عن توقيع عقد ولا حتى مذكرة تفاهم، ولا صفقة تمت بين طرفين اجتمعا في هذا المعرض، بل إن كان البال طويلاً والصبر إستراتيجياً يمكن انتظار النتائج خلال الدورة اللاحقة للمعرض، حتى يعرف الآخر -كالصحفي مثلاً- النتاج الذي خرجت به آخر دورة لهذا المعرض حتى يتمكن من تخمين الوزن النوعي لهذا المعرض أو حتى معرفة الخدمة التي يقدمها للاقتصاد الوطني..
فما من كمية من السلع اعلن عن تصديرها كنتيجة لهذا المعرض أو ذاك، وما من دكانة فتحها راس مال خارجي كنتيجة لمشاركته في هذا المعرض أو ذاك، بل يمكن الشك بأن كل ما يتصل بهذه المعارض قاصر على الربح من رسوم الجهات المشاركة والإعلانات التي تزدحم في مشهدها البصري دون تحقيق ليرة واحدة من كل الوجوه المتورّدة المبتسمة للعدسات..
هل الاقتصاد يحتاج أجنحة عرض للبروشورات والمطويات والورقيات للحديث عن شركات قد تكون موجودة في بلادها، وقد تكون غير وجودة؟
أم هل الاقتصاد ينتعش من مجرد استعراض عدد الشركات الخارجية التي شاركت والتي غالباً ما تكون مشاركة للاطلاع والمعرفة من دون تصور مسبق؟
ذات المشهد نجده –عبر الإعلام- في كل دورة من كل معرض مهما اختلف اختصاصه أو المرحلة التي يقام فيها. والسؤال: ما الهدف من كل ذلك!! أوليس من طريقة لإقناع مستثمر واحد بعد كل هذه السنوات بفتح ولو مشروعاً متوسطاً؟
لعل من ينشطون في هذه المعارض وفرقهم الترويجية أقدر على هذا الجواب.
السابق
التالي