الثورة – رويدة سليمان:
ليس هناك من هم أكثر تعاسة من الذين لا يكدحون في هذه الحياة ويتركون العمل على أكتاف الآخرين من حولهم ويصبحون عبئاً على غيرهم. من هنا تأتي أهمية العمل والعمال الذين نحتفي اليوم بعيد يليق بهم أن يكون عطلة رسمية، عيد أولئك الذين ثاروا وانتفضوا على قوى الظلم ودفعوا أرواحهم في سبيل الحرية والكرامة وكان ذلك في عام (١٨٨٦) في شيكاغو بعدما أطلقوا صرختهم التي دوت في أصقاع المعمورة.
نخص اليوم عمال وطني، الزنود المبدعة والسواعد المنتجة بالتحية والشكر والامتنان لجهود جبارة برزت أثناء أزمة الوطن إذ استمروا على رأس عملهم يضجون حياة وحيوية يقدمون خدماتهم رغم الأخطار المحدقة بالعمل، رغم قذائف الكره وعبوات الحقد، وكانت أرواحهم قربان الوفاء للقيم والمبادئ الشريفة.
وقفت الطبقة العاملة في الخندق الأول إلى جانب أبطال جيشنا في الدفاع عن الوطن وكرست معاني البطولة وحب الوطن في أدبيات عملها وأخلاقياتها وجسدتها في يومياتها النضالية.. بالدم والجهد والعمل وازدهرت ثقافة الغيرية والتعاون والمبادرة لإحباط محاولات تخريب بلدنا ببناء ما تهدم لأنهم معاول بناء وسواعد قوية.
كل يوم تبرهنون أن المواطنة سلوك وعمل، حتى في أيام العطل تعلنون استعدادكم لتقديم الخدمات من عمال كهرباء وصحة وأفران ولا يمكننا أن ننسى عمال مطابعنا الذين لم يتأخروا يوماً عن إصدار مطبوعاتنا يومياً.
وأجمل التهاني في هذا اليوم ما قاله القائد الخالد حافظ الأسد (سلام عليكم في الأول من أيار وتهنئتي القلبية إليكم في عيد العمال، أود في هذا اليوم أن أعبر لعمال سورية عن اعتزازي بهم وبروح الوطنية السامية وشعورهم العالي بالمسؤولية وأشد على أيديهم مباركاً عملهم الصادق من أجل زيادة الإنتاج وتحسينه ومن أجل الإسهام العملي في الدفاع عن الوطن والأمة في مواجهة الأعداء ).