الثورة – ديب علي حسن:
اليوم عيد العمال العالمي ومن أجدر منا نحن السوريين أن يحتفي بهذا اليوم الذي هو يوم كل واحد منا.. الطالب في مدرسته والطبيب في عيادته أو المشفى.
العامل في مصنعه والفلاح في حقله.
كل منا حيث هو يعمل ويبدع ويقدم عصارة جهده سواء أكان فكرياً أم عضلياً الكل خلية نحل يعملون بروح العطاء من أجل غد أكثر جمالاً.
لقد أبدع السوريون في كل مجالات العمل في الداخل والخارج والشواهد الحضارية والحالية خير دليل على ذلك.
ومع الحرب العدوانية التي استهدفت سورية لم تتوقف روح العمل والمبادرة بل ازداد الإصرار على العطاء.. وكم ارتقى شهداء وهم في أعمالهم الكل كانوا وما زالوا جنوداً يقدمون كل طاقاتهم ومع النصر الذي تحقق كان لابد من زيادة وتيرة العمل وثقافته وقد عبر عن ذلك الشعار المهم والثر الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد (الأمل بالعمل).
نعم الأمل بالعمل والتضحية وهذا ما وجه به أيضاً السيد الرئيس في كلمته التي وجه بها الحكومة حين قال:
(أما اليوم فالأولوية هي للإنتاج وفرص العمل، الأمن كان ضرورياً للبدء في الإنتاج والإقلاع به ولاستمرارية الإنتاج، أما اليوم فالعكس هو الصحيح، الإنتاج هو الضروري لاستمرار الاستقرار وخاصة بعد تحرير الجزء الأكبر من الأراضي في سورية من الإرهابيين، أيضاً عندما نتحدث عن قضايا عامة، عن شعب بعشرات الملايين، عن بلد كامل، عن قضايا وطنية، لا يمكن لهيئة مؤلفة من عشرات الأشخاص أو من مؤسسات دولة مؤلفة من مئات الأشخاص أن يتمكنوا من القيام بالتفكير نيابة عن كل الشعب، بغض النظر عن الصلاحيات، لذلك فكرة المشاركة أساسية لنجاحنا في العمل، توسيع المشاركة قدر المستطاع، مع المبادرات الشعبية والهيئات الشعبية، مع أشخاص، مع أصحاب اختصاص، توسيع المشاركة يعني المزيد من الأفكار، عندما يكون أمامنا المزيد من الأفكار أولاً هذا يخفف عبئاً وجهداً على المسؤول، ثانياً يضع أمامه خيارات أكثر ويستطيع أن يختار الأفضل منها، يعني تقل نسبة الخطأ وتزداد نسبة النجاح بالنسبة للمسؤول، وهذا يؤكد المبدأ المعروف إنسانياً وبشرياً بأن العمل الجماعي هو دائماً أفضل وأكثر إنتاجاً وصواباً من العمل الفردي، وبما أننا نتحدث عن المشاركة فلا يمكن أن نشارك المواطن دون الشفافية كمبدأ، يجب أن تكون الشفافية مبدأ أساسياً في عملنا، المواطن لا يستطيع أن يشارك ويبدي رأيه ويساعدنا في اتخاذ القرار بشيء هو لا يعرف عنه، فإذاً يجب أن تكون هناك شفافية مع المواطن ودون خجل، بالعكس المواطن يقدر الشفافية حتى ولو كان ضد المسؤول، هذه المشاركة مع الشفافية تقلل من أخطائنا كمسؤولين، وبالمحصلة عندما نطلب من المواطن أن يتفهم الظروف فهو سيتفهم ولكن كيف سيتفهم شيئاً هو لا يعلم عنه؟ فلا بد من أن نعطيه كل المعطيات بشكل واضح، وعندها لا داعي لكي نطلب منه الفهم، هو سيتفهم).
اليوم علينا أن نكون أكثر قدرة على العمل وأن نمضي في تجسيد شعار الأمل بالعمل من أجل ترسيخ النصر الذي تحقق ومن أجل صون المنجزات التي حققها الأجداد والآباء وافتداها الشهداء.
اليوم عيد العمل وعيد كل سوري وعيد كل من يبني ويرفع البناء.. إنه يوم دائم وليس مجرد محطة بل أبعد من ذلك إنه ثقافة الإنجاز وثقافة قيمة المرء بما ينجزه ويقدمه في مجموع هو الوطن.