الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
الكتابة هي فعل الخلود الذي لايمكن أن يمحوه الزمن و لا عادياته، ومهما غابت الحكاية المكتوبة فلا بد أنها سوف تعود يوماً ما ..يقرؤها شخص ويعيد إحياءها ..
من هنا كان ما دونه أحد القدماء مؤثراً حين كتب على شاهدة قبره ( هذه حكايتي ولكن للأسف فلن يرويها أحد ما ).
الحكاية تموت، إن لم تكتب وبقيت شفوية فالتدوين هو الأساس وهو الحارس الأمين على الكثير من الوقائع..
وفن الرواية هو الأكثر على التدوين وابتداع حيوات جديدة تضاف إلى الحيوات التي نحياها..
يطوف بنا فن الرواية في أصقاع الكون كله ..ومازالت في الذاكرة تفاصيل أماكن لم نزرها إلا من خلال القراءة ..من يمكنه أن ينسى زقاق المدق أو القاهرة الجديدة أو تفاصيل أوليفر تويست وبائعة الخبز..
وإذا كانت الرواية قد انكفأت قليلاً أمام غزو مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم السرديات الغبارية التي تعيش لحظة قراءتها لا أكثر ولا أقل …هي ذاكرة غبارية دون جماليات حقيقية.
ولهذا فإن الحديث عن خطر السرديات الصغيرة على السرديات الكبيرة لا معنى له أبداً ..ولا يمكن أن يبقى أو يقوى حتى إكمال ليس نهاية الشوط بل مجرد المقارنة.
سيبقى الفن الروائي بخير لأنه فن ابتداع الجمال وحيوات جديدة هي منارات جمالية تزداد كل يوم ألقاً ..
وليس لغبار سردي أن يكون في الذاكرة الجمالية.
العدد 1142 – 2-5-2023