الثورة – رفاه الدروبي
فندق «قصر رغدان» لا يُصنَّف أثرياً حسب دائرة آثار حمص، لكنَّ جدرانه تحكي ذاكرة مدينة طوال القرن الماضي، وضمن هذا الإطار يؤكد عضو اتحاد الكتاب الدكتور عبد الرحمن البيطار أن البناء لا تنطبق عليه الشروط والمواصفات المحددة لاعتباره بناء أثرياً لكن بتصميمه وشكل بنائه وموقعه المهم يمكن اعتباره من المنشآت الأثرية التراثية.
تحاكي هويته المعمارية بشرفاته ونوافذه المقرنصة العمارة الأوروبية في القرون الوسطى، ويعد أول فندق أنشىء في المدينة وشُيّد على الطراز المعماري الفرنسي «طراز القصور الفرنسية» بداية ثلاثينات القرن الماضي. صمَّمه وأشرف على بنائه المهندس الإسباني فرناندو دي آراندا، وتعود ملكيته إلى عائلة الجمالي. يقع في مركز مدينة حمص مقابل الساعة الأثرية القديمة عند تقاطع شارعي القوتلي والملك فيصل في ساحة الشهداء وبالجهة المقابلة لمقهى الروضة.
استقبل الفندق مشاهير السياسة والفن والأدب، ومنهم الشاعر نزار قباني وعميد الأدب العربي طه حسين والموسيقار محمد عبد الوهاب خلال زيارته الثانية للمدينة عام 1976، إضافة إلى «يوسف وهبي، إسماعيل ياسين، زينات صدقي» والفنانات «عقيلة راتب، فاطمة رشدي، صباح، سميرة توفيق». وقد تعرض الفندق خلال الحرب التي شنت على سورية للحرق على يد المجموعات الإرهابية وأغلق أبوابه بسبب تدمير لحق بكامل غرفه وأثاثه وترك أثره على شكله الجمالي، وتمَّ تخريب محتوياته.