الثورة – منهل إبراهيم:
في سياق لعبة المصالح في المنطقة والعالم تحسب تركيا حسابات الربح والخسارة مع كل الأطراف الدولية التي تتقاطع معها في مصالحها، أو حتى تتعارض معها، وقد عرف عن نظامها السياسي أنه يجيد القفز فوق الحبال حتى مع حلفائه حين يريد تحقيق مصالح آنية أو بعيدة المدى.
وقد رأى المراقبون كيف تقوم أنقرة غير مرة بالتحالف مع موسكو في قضايا معينة وكيف تناكفها في قضايا أخرى، وكانت ترفض لواشنطن طلبات وتوافق على أخرى كي لا ترتد سلبا عليها في حال الرفض، والمسألة اليوم أكثر وضوحاً لسببين أولهما أن تركيا تمر بأزمة عقب الزلزال المدمر وثانيهما اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها المعارضة التركية بقوة وتهدد أردوغان بسحب البساط من تحته.
وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا رفضت مقترحا أمريكيا بتسليم منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية “إس400” لأوكرانيا.
وقال أوغلو، في حديث لقناة “خبر ترك” التركية اليوم الأحد: “كانت هناك عدة مقترحات من الولايات المتحدة بخصوص “إس400، قيل لنا إن هذا سيمنحنا السيطرة.. ولكن هذا اقتراح يؤثر على استقلالنا”.
ووفقاً له، فقد تلقت أنقرة مرارا مقترحات مختلفة من الولايات المتحدة بشأن “إس400” وأضاف “لو كانت تركيا مطيعة، لما واجهت المشكلات مع واشنطن كما هي الآن”.
وقال”عرض علينا حتى إرسالها إلى أوكرانيا، قلنا إن ذلك مستحيل.. كانت هناك مثل هذه المقترحات”.
وسبق للولايات المتحدة استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة “إف35” كعقوبة لشرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية “إس400”.. والسؤال الأهم هنا هل فعلاً سترفض تركيا مثل هذا الطلب؟ وهل سيكون الأمر حتى نهاية المطاف أم هو نوع من المراوغة وكسب الوقت بين القول بـ “لا” مرة و”ندرس الأمر” مرة أخرى كما هو حال موقفها من موافقتها انضمام بعض الدول للناتو؟.