يمن سليمان عباس:
حلب ثغر الأمة بوجه الغزاة منذ أن كانت حلب وكان الغزاة الطامعون بأرضنا..لقد صدت الغزوات العدوانية كلها وشكلت جداراً حمى الأمة.
وليس هذا فقط بل كانت وستبقى صلة الوصل بين الشرق والغرب وعقدة المواصلات وقلب الصناعة السورية والفن والإبداع،
قلعتها الأضخم على وجه الأرض.
عاصمة سيف الدولة كانت دائماً في مهب الأطماع وآخرها العدوان الإرهابي الذي طال سورية..
المبدعون رصدوا الأمل والمقاومة والنصر.. وفي التوثيق لهذا النصر صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق العديد من الكتب التي وثَّقت حبر النصر في كل سورية، ومنها المجموعة القصصية المشتركة التي صدرت منذ أيام وحملت عنوان ” من أبراج قلعة حلب .. أعدها الدكتور أحمد زياد محبك، وقدم لها الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب بقوله: حين نجح الكماة من الأبطال الأشاوس بدحر أعتى الجيوش عن حلب وقلعتها كما انهم هزموا قطعان الإرهاب الذين سرقوا الكثير من آثار المدينة ودمروا بنيانها وحاولوا جعلها مركز انطلاق لهم لاحتلال مدن أخرى والسيطرة عليها إلا ااةةن صلابة المقاتلين المدافعين عنها دحرتهم وحافظت على وطنيتها وعروبتها وجعلها أكثر التصاقاً بأمها سورية التي أريد لها أن تتخلى عن موقفها وتتنازل عن ثوابتها المبدئية، ولأن الأدب لاينفصل عن الواقع وإنما يؤرخ حوادثه بطريقته المتفردة فقد انبرت ثلة من الأدباء لكتابة مجموعة قصص كل حسب طريقته ولغته ومعايشته للحدث، فكانت هذه المجموعة من أبراج قلعة حلب جزءاً من التاريخ الأدبي للحرب العدوانية الظالمة على بلدنا الحبيبة سورية بين عامي ٢٠١١- ٢٠١٨، وقد قام اتحاد الكتاب العرب باحتضان هذا العمل إيماناً منه بدور المثقف والأديب في تأريخ الحوادث وتدوينها بكل أمانة ومصداقية لكي تكون شاهداً على حجم المؤامرة التي تعرض لها بلدنا لعل الأجيال القادمة تستفيد منها وتكون أكثر حرصاً على التمسك بوطنها والدفاع عنه.
أما معد المجموعة أحمد زياد محبك فقد كتب قائلاً: (يمر الكاتب بتجربة ويعاني منها وينفعل، ولا يستطيع التعبير عنها، وقد يعبر ويأتي تعبيره ليس بقوة التجربة التي مر بها، وبالمقابل قد يعبر عن تجربة ما لم يعانيها مباشرة، ولكنه يبدع في التعبير عنها ويكون أكثر تأثيرها وإبداعاً بفضل قوة الخيال ورهافة الحس وعمق التاثير بكل ما يرى ويسمع ويحس.
وفي هذه المجموعة قصص منبعها الواقع ولكن تتعدد أشكال التعامل معه وتتنوع وتختلف.
وهي لكتًّاب من أجيال مختلفة ولكنهم جميعا عاشوا أزمة الحرب التي مرت بها سورية بين عامي ٢٠١١-٢٠١٨، وجاءت القصص مرتبة ألفبائياً وفق أسماء الأدباء، وقد عرف هؤلاء الأدباء تلك الأزمة وعاشوها واحسوا بها وانفعلوا بها وتفاعلوا معها وعبَّروا عنها بطرق وأساليب متنوعة ومن زوايا مختلفة ومن أولئك الكتاب.. المشهور.. وفيهم المغمور.. ومن المؤسف أننا ننسى أن المشهور اليوم كان مغموراً بالأمس، وقد يصبح المشهور اليوم مغموراً بعد حين، وما أسرع ما تتحقق الشهرة اليوم وما أسرع أن تنسى ولذلك فالقيمة للنص لا للشخص، والمرجو من القارىء أن يقرأ النص بحياد وموضوعية وهو مطلب صعب فقد اعتاد القارىء بل الباحث والدارس والناقد أن يتعرفوا إلى الشخص قبل النص وان يحكموا على النص من خلال الشخص، فالشهرة هي الحكم عند أكثر المتلقين، وما أحوجنا إلى الأخذ بنظرية موت المؤلف أي أن نعنى بالنص والنص وحده.).
تقع المجموعة في في ١٢٨ صفحة من القطع المتوسط، نذكر من عناوينها: كتاب جدي.. رحيل .. انتظر جوابكم.. شمس المرايا .. قلبي .. أرواح البيوت.
