عبد الحليم سعود:
على وقع تحذيرات أممية من كارثة إنسانية يعيش السودانيون أياماً عصيبة جراء الصراع الدائر حالياً، وقد حذَّر مسؤول أممي منذ أيام من أن أكثر من 800 ألف شخص قد يفرون من السودان بسبب الصراع الدائر حالياً، منهم كثيرون بالأصل لاجئون فروا من مناطق أخرى في السودان كدارفور وجنوب السودان ودول أخرى غير مستقرة، وهذا الرقم سيتصاعد يومياً إن استمرت المعارك.
وأكَّد رؤوف مازو “المسؤول الأممي” في إحاطة للدول الأعضاء بالأمم المتحدة في جنيف أنه “من دون حلِّ سريع لهذه الأزمة، سنستمر في رؤية المزيد من الناس يضطرون للفرار بحثا عن الأمان والمساعدات الأساسية”، معتبراً أن نحو 815 ألف شخص قد يفرون إلى الدول السبعة المجاورة، ما يعني أن أزمة إنسانية قد بدأت ترخي بظلالها القاتمة على الوضع السوداني دون أي بارقة أمل في التوصل إلى حل يوقف النزيف.
ورأى مازو أن هذا التقدير يشمل نحو 580 ألف سوداني ولاجئين آخرين سبق أن جاؤوا إلى السودان من جنوب السودان وبلدان أخرى.
وقال مازو إن نحو 73 ألفاً فروا بالفعل إلى الدول المجاورة للسودان وهي جنوب السودان وتشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا.
المحزن والمؤلم في هذا الصراع هو أن يتحول بلد مثل السودان يعده الكثير من الخبراء سلة غذاء الوطن العربي، إلى بلد بأمس الحاجة للمساعدات الإنسانية والغذائية.
ولا نأتي بجديد إذا قلنا أن انفصال جنوب السودان جاء نتيجة غناه بالنفط وبتحريض وتشجيع قوى خارجية، وإذا ما استمر هذا الصراع، فقد تتغير خارطة السودان ويتشظى مجتمعه بين القوى المتصارعة والدول الداعمة لها، وهذا سيكون له كلفة بشرية وإنسانية باهظة.
من المؤسف أن هذا البلد متروك لمصير مجهول، حيث حذَّر عبده ديانج منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في السودان من تحول الأزمة الإنسانية هناك إلى “كارثة شاملة”، وقال إن احتمال امتداد الأزمة السودانية إلى دول أخرى مبعث قلق كبير.
يقول رئيس تحرير صحيفة الجريدة السودانية أشرف عبد العزيز: “إطالة أمد الحرب سيجعل الفقراء يزدادون فقراً والجوعى يزدادون جوعاً”.
ويضيف: “الحياة مشلولة تماماً، ونحن على أعتاب أزمة إنسانية”.
السابق