الثورة – أسماء الفريح:
شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني الذي لا تزال معاناته مستمرة حتى يومنا هذا جراء اعتداءات وجرائم الكيان الغاصب الذي قام بطرد شعب بكامله “نحو 4ر1 مليون فلسطيني” كانوا يقيمون في فلسطين عام 1948، وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، حيث انتهى التهجير بغالبية الفلسطينيين إلى عدد من الدول العربية المجاورة، إضافة إلى التهجير الداخلي وما تلا ذلك من استيلاء الاحتلال على منازلهم وأراضيهم وممتلكاتهم.
وقد سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمر 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه الباطلة، وترافقت عملية التطهير هذه مع اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 51 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، وما زالت المجازر الإسرائيلية مستمرة حتى يومنا هذا.
وعشية الذكرى ال75 لنكبة الشعب الفلسطيني التي تصادف الخامس عشر من أيار، قال الجهاز المركزي للإحصاء في تقرير صدر عنه اليوم وأوردته وكالة وفا إن عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بلغ حتى كانون الأول عام 2020 نحو 4ر6 ملايين لاجئ، منهم نحو مليونين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف أن نحو 4ر28 بالمئة من اللاجئين المسجلين لدى “الأونروا” يعيشون في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لها تتوزع في الأردن وسورية ولبنان و الضفة الغربية و قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه التقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين.
وتابع أنه رغم تهجير الاحتلال نحو مليون فلسطيني عام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد نكسة عام 1967 فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 3ر14 مليون نسمة في نهاية عام 2022 ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ النكبة.
وقال المركز إن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة وحتى اليوم داخل وخارج فلسطين بلغ نحو مئة ألف، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى نهاية عام 2022 “11450.
وأضاف أن عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال بلغ 4900 حتى نيسان عام 2023، منهم 160 أسيراً من الأطفال، إضافة إلى 31 أسيرة، كما تشير البيانات إلى وجود 554 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد “مدى الحياة”، فيما بلغ عدد الشهداء من الأسرى 237 منذ عام 1967 بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي بحق الأسرى.
ويواصل الكيان الغاصب توسيع مخططاته الاستيطانية التي تستهدف الأراضي الفلسطينية ولاسيما القدس المحتلة منذ النكبة حيث صادقت سلطاته خلال عام 2022 على نحو 70 مخططاً لإقامة أكثر من 10 آلاف وحدة استعمارية في القدس ومحيطها بهدف تهويدها وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية وتشريد الفلسطينيين منها في الوقت الذي قامت فيه بهدم أكثر من 258 مبنى، وأصدرت أوامر لهدم أكثر من 220 مبنى آخر منها 100 مبنى سكني في حي البستان ما يؤدي إلى تشريد الكثيرين أغلبهم من الأطفال والنساء، كما زادت وتيرة استهداف المقدسيين من قبل الاحتلال حيث استشهد 19 مقدسياً، وأصيب نحو 2,486 برصاص الاحتلال خلال عام 2022، فيما زادت حالات الاعتقال التي شنها الاحتلال في القدس خلال عام 2022 حيث بلغت نحو 3,504 حالات.
ونفذت سلطات الاحتلال 8724 اعتداء بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2022، كما أنها لم تتوقف عن هدم مباني الفلسطينيين وما نتج عنها من تهجير للقاطنين من منازلهم في جميع أنحاء الضفة الغربية، إذ وثَّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة “أوتشا” منذ عام 2009 قيام قوات الاحتلال بتدمير 9353 منزلاً أو منشأة ما أدى لتهجير 13641 فلسطينياً.
وبيَّن المركز أنه بسبب الاحتلال فإن حصة الفلسطيني من المياه تعد أقل من الحد الأدنى حيث بلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي 3ر86 ليتراً من المياه خلال عام 2021 مقارنة بنحو 300 ليتر للمستوطن الإسرائيلي أي ما يزيد بثلاثة أضعاف عن الفلسطيني.
وما يزال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية البالغ 100 ليتر في اليوم وذلك نتيجة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 85 بالمئة من المصادر المائية الفلسطينية.
