الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
هل المعرفة قوة….. هل هي وعي وقدرة على التجاوز؟
أسئلة تطرح الآن بقوة ولا سيما في زمن التفجر التقني الذي لا يكاد يطرح جديداً حتى يصبح الجديد قديماً بالياً بل لا قيمة له، هذا الإيقاع السريع الذي يصل حد القفزات الضوئية من دون شك يترك أثره الاجتماعي والتقاني والنفسي على الإنسان الذي يميزه أنه كائن ذو هوية وانتماء وجذور ولكن ما يعصف به يقتلعه من هذا كله.
فالوطن لم يعد الجغرافيا والحيز الذي ولد فيه ونشأ وترعرع والأهل، ليسوا من أنجبوه وربوه ورعوه، حتى صار ما صار عليه، واللغة ليست التي تعلمها ورضعها مع حليب الأم وقس على ذلك.
في كل شيء ثمة عالم آخر يقدم البدائل التي يريدها أن تحل مكان الأصيل، الأهل افتراضيون اللغة، رموز لمشاعر كاذبة، الوطن متلاش وراء شاشة محمول أو حاسوب….
العمل ثرثرة والأم افتراضية ترضعك لبن الجهل المغلف بما يسمى المعرفة والحرية في التفكير واالمحصلة بؤس إنساني حضاري يجعلك قوقعة لا تملك حتى إرادة تحديد اتجاهاتها بل ثمة من يوجهها ويدفعها نحو خط مرسوم محدد معروف الأهداف والغايات ونظن أننا نمتلك المعرفة.
حقيقة أننا يائسون وتائهون مستلبون، ونعرف ذلك وندعي أننا نمتلك المعرفة ألا ما أسوأ هذه الحال وما أبشع أن نكون قواقع تحركنا أجهزة التحكم الآلي.
العدد 1144 – 16-5-2023