الثورة – راغب العطيه:
في خروقات جديدة للهدنة بين الجيش السوداني وما يسمى قوات الدعم السريع، تجددت الاشتباكات صباح اليوم بين الجانبين، لترتفع بذلك حصيلة قتلى المدنيين منذ اندلاع المعارك في منتصف نيسان الماضي، إلى 822 شخصاً، وفق ما أعلنته نقابة أطباء السودان.
وذكرت وكالات أنباء ووسائل إعلامية نقلاً عن سكان في العاصمة السودانية إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعداً بشدة في العاصمة الخرطوم، مع سعي الجيش لطرد قوات الدعم من المنطقة.
وذكروا أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب المدينة، كما كان هناك قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من بحري وأم درمان المجاورتين.
ونفذ الجيش طلعات جوية، وقصفاً متعدداً في أنحاء متفرقة من العاصمة، عن طريق طائرات الميغ والمسيرات على مواقع تمركز قوات الدعم السريع.
ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة، لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان، وخصوصاً في إقليم دارفور غرب البلاد.
وفي وقت سابق، اتهم الجيش الدعم السريع باقتحام مقرات سفارات السعودية والأردن وجنوب السودان والصومال، في مخالفة لحرمة البعثات الدولية.
يأتي ذلك إثر استنكار الخارجية السودانية الاعتداء على مقار للبعثات الدبلوماسية، داعية المجتمع الدولي لإدانة مثل ذلك السلوك، وتحميل الدعم السريع المسؤولية القانونية أمام العدالة.
من جانبها أعلنت نقابة أطباء السودان اليوم أن استمرار الاشتباكات أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا بالعاصمة الخرطوم وعدد من الولايات.
وقالت في بيان لها: “ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 822 حالة وفاة و3215 إصابة”.
وأشارت إلى أن القتلى والإصابات الجديدة التي تم حصرها شملت العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض جنوبي البلاد ومدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور (غرب).
وتوصل وفدا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال المفاوضات، التي تستضيفها مدينة جدة السعودية، الخميس الماضي، إلى اتفاق مبدئي لحماية المدنيين في السودان من الاشتباكات المسلحة.
وينص إعلان جدة، وهو الاتفاق المبدئي الأولي الموقع بين طرفي الصراع المسلح في السودان، على تعهد الطرفين بالامتناع عن أي هجمات قد تلحق الضرر بالسكان المدنيين.
ويلتزم طرفا الصراع بموجب الاتفاق باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، كما يلتزمان بالسماح لجميع المدنيين في السودان بمغادرة مناطق الأعمال القتالية والمناطق المحاصرة، والالتزام بحماية العاملين في القطاع الصحي والمؤسسات العامة في السودان.
هذا وأجبرت المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان، مما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة.