فلسفة العيدان الصينية شملت الشرق الأقصى وفلسطين

الثورة- ياسر حمزة:
تعتبر طريقة الأكل بالعيدان الصينية فلسفة قائمة بحد ذاتها، تبين اتجاه اللا عنف في الثقافة الصينية،كما أنها تستعمل في اليابان وفيتنام وكوريا وتايوان ،كما توجد هذه الطريقة في مناطق من التيبت ونيبال بسبب التأثيرات الثقافية بين هذه البلدان والصين.


وتشير هذه الطريقة إلى عامل السرعة في الأكل الذي يسميه الصينيون (كيواي )باللهجة الصينية، ودلالتها الخيزران، بحيث تصبح الخيزران السريع، وكانت الكلمة قد تنقلت من معانٍ كثيرة قبل أن ترسو على هذا المعنى، الذي يضمن لها علاقة بالحياة المعاصرة في الصين وخارجها.
وتعرف باللغة اليابانية باسم (هاشي) وهي كلمة لا دلالة لها سوى أنها تعرف من الاستعمال اليومي للفرد الياباني، وتسمى في كوريا عصا الطعام فقط ،أما في فيتنام فاسمها باللهجة المحلية (ديوا)، وهي كلمة مأخوذة من اللغة الصينية التي تعني العيدان.
وكشفت الحفريات والمراجع التاريخية الصينية ومراجع لدول وقوميات أخرى مثل منغوليا بأن استعمال هذه العيدان بدأ في الصين القديمة في عهد أسرة شانغ التي حكمت بين عامي 1600 ـ 1100 قبل الميلاد. وقد نادى باستعمالها الفيلسوف كونفوشيوس 551 ـ 479 قبل الميلاد، وحدد طرق استعمالها، بحيث تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالثقافة السلمية التي كان ينادي بها .
وتم اكتشاف أدوات مشابهة لها في منطقة المجدل في فلسطين، حيث كانت تستعمل أيضاً في الطعام في الفترة التي سبقت مجيء الرومان الى منطقة شرق المتوسط ،وهو الأمر الذي يكشف التبادل الثقافي بين هذه المنطقة في المتوسط وحضارات شرق آسيا، حيث كان التبادل التجاري يتم من خلال القوافل التي كانت تجوب طريق الحرير وتترك في كل المنطقة المحيطة به آثارها الثقافية.
ويعتبر الصينيون بأن العيدان هي امتداد للأصابع، إذ أن الأكل باليدين من دون استخدام هذه العيدان يعتبر عملاً مشيناً جداً،ويعبر عن عدم تشرب الثقافة المحلية وبالتالي نقص المعرفة وآداب السلوك،ويعتبرون الأكل بالشوكة والسكين عملاً وحشياً، فهذه الأدوات تعتبر من أدوات الحرب والعدوان،وبالتالي فإن مجرد حملها على طاولة السفرة في الثقافة الصينية يعد إعلان حرب من طرف واحد على المجتمعين حول طاولة السفرة.
أما في كوريا فلا يتم أكل الأرز فيها إلا من خلال استعمال طاسة (زبدية) على خلاف معظم الدول التي تستخدم عيدان الأكل طريقة رسمية في تناوله،ومن القواعد الأساسية في استخدامها استعمال اليد اليمنى لا اليسرى،حتى لو كان الشخص الذي يستعملها أعسر.
ويشير عدد من المؤرخين لطريقة استعمال العيدان بأن هذه القوانين موجودة ضمن الأساطير الصينية المتداولة منذ آلاف السنين،ويلاحظ لتسهيل استعمالها بأن الطباخين يقطعون اللحوم والخضراوات إلى قطع صغيرة حتى يسهل حملها في العيدان، فكل شيء على المائدة هو صغير الحجم. تماماً، كما يمكن لأي متذوق أن يتلمس هذا الأمر في المطاعم اليابانية الذائعة الانتشار اليوم الى جانب المطاعم الصينية.
ويحدد الصينيون طريقة الأكل بهذه العيدان وآداب التعاطي معها، ومنها:
ـ ألا توضع العيدان في الأطباق التي تتغير على المائدة.
ـ ألا يتم تحريك هذه العيدان في الهواء حتى لا تجلب الفأل السيء لمستعملها , وحتى لا يعتبر من يشاركه المائدة بأنه يهدده بها.
ـ عند الحديث توضع هذه العيدان جانبا ومن ثم يبدأ الحديث، في إشارة إلى التوقف عن الأكل والبدء بأمر مهم.
ـ يجب على مستعملها أن لا يلعب بها في الصحن بعد الانتهاء من الأكل لأن ذلك يضر بشخصية المائدة.
ـ عدم الإشارة أمام الآخرين الى نوعية العيدان التي تأكل بها ، لأنه من الممكن أن يكون إهانة لمن لا يملك عيدانا من نفس المواد.
ـ عدم الإمساك بالعيدان بطريقة توحي بطريقة استعمال الأدوات الحربية.
ـ عدم تنقل الطعام بالعيدان من صحن إلى صحن آخر.
ـ في حال تشارك فيها مع شخص آخر من الصحن نفسه عليه تقديم العصي للآخر أولاً.
ومن الآداب المرتبطة بها في المطاعم عدم كسر العيدان بعد الانتهاء من الأكل حتى لو كانت ذاهبة بعد ذلك إلى النفايات، لأن ذلك يرمز إلى الموت وبالتالي تنكسر القاعدة الذهبية التي تقول بأن الناس يأكلون من أجل استمرار الحياة لا من أجل الموت.

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة