الثورة – رغدة خويص:
يحاول البعض من الناس أن ينهي حياته بشكل وآخر بدوافع وأسباب مختلفة وهو ما يسمى بالانتحار والذي يعرف بإقدام الإنسان على إنهاء حياته بيده وبقرارة نفسه.. وبالتالي كم تحمل هذه الكلمات من إحباط وسوداوية وتخفي معها ألما نفسيا عميقا لا يعرفه سوى صاحبها.
وللوقوف على بعض هذه الظواهر في المجتمع، كان لنا لقاء مع الدكتورة غنى نجاتي دكتوراه بالصحة النفسية والمعالجة النفسية باستخدام العلاج المعرفي السلوكي وعضو هيئة تدريسية في كليات الطب في جامعة الشام الخاصة حيث قالت : مع ازدياد معدلات الانتحار أصبح من اللازم ضرورة إجراء دراسة تحليلية للدوافع النفسية الكامنة خلف هذا السلوك العنيف والسلبي.. فمن خلال حالات الناجين من محاولات الانتحار وبعد إجراء دراسة حالة لكل منهم.
كانت أبرز النتائج هي فقدان شديد للأمل .. وجود مشاكل عاطفية مدمرة .. معاناة من تحرش جنسي.. معاناة من عنف جسدي ولفظي أسري .. تنمر مدرسي.. فشل أكاديمي…وكل تلك الحالات كانت تترافق معها تدن بمستوى الثقة بالنفس وانعدام الأهمية الشخصية وغياب الأهداف والطموحات…
ومع الأسف كان للمراهقين النصيب الأكبر في محاولاتهم الطائشة لإنهاء حياتهم باعتبار ان المراهقين يفتقرون لمهارات حل المشكلات ولديهم ضعف في القدرة على اتخاذ القرار الحكيم.. وهناك حالة لشاب قرر الانتحار بعد صدور نتائج الثانوية العامة وعدم قبوله في التحضيرية ولكن الحمد لله لم تنجح محاولته وانتهى به المطاف عندي في الجلسات النفسية.
وبينت أن المشاكل العاطفية تتربع على قمة الأسباب لانتحار اليافعين وكلنا سمعنا عن أشهر حالة انتحار في رواية روميو وجوليت .. وكيف يتخذ بعض الشباب إنهاء الحياة وسيلة لإنهاء مشاكلهم العاطفية التي وصلوا بها لطريق مسدود. وحسب رأيها كاختصاصية بالصحة النفسية فإن الإنسان الذي يفكر بالانتحار هو جريح بحاجة للمساعدة ولا يجب الحكم عليه بقوالب اجتماعية ظالمة واتهامه بعدم الإيمان أو بخلوه من البر والتربية الحسنة.. هو بكل بساطة يتألم لدرجة يظن أنه إن أوقف حياته سيتوقف معها وجعه.. ولكن للأسف هذا سلوك سلبي مجرم لا يمكن تبريره.
ولكن حين قمت بتحليله سيكولوجيا والقول للدكتورة نجاتي لكي نتمكن من فهم أكبر لنفسية المنتحر حتى نقلل من حالاته فيما بيننا وتتقارب النسب بين الذكور والإناث وحتى المسنين، نجد بينهم نسبة جيدة تحاول الانتحار لأنها ربما ترفض التراجع الصحي والخسارة في القوة العضلية وتنزعج من الشعور بالضعف والتهميش الاجتماعي ، فيلجأ بعض المسنين للإضراب عن الطعام أو تناول الأدوية بجرعة عالية.
ويسبب الانتحار انعكاسات سلبية مدمرة على صعيد الأسرة والمجتمع حيث يصاب أفراد البيئة الأسرية بالشعور بالذنب والاكتئاب ورغبة بالعزلة الاختيارية وتترافق معها كوابيس ليلية تحمل القلق والتوتر