الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
أليس من حقنا ونحن في العقد الثالث من الألفية الثالثة وفي عصر الفجر التقني والمعرفي وتحول العالم إلى قرية صغيرة كما يقال من حيث القدرة على الاتصال من حقنا أن نسأل:لماذا يبدو التبادل الثقافي العربي وكأنه في العصر الحجري بل ربما قبل ذلك بكثير…. بسرعة البرق ينتشر أي خبر عبر الوسائط الحديثة لكن الفعل الثقافي بين أقطار الأمة العربية يحتاج سنوات حتى يصل وربما لا يصل واللافت في الأمر أن ذلك يتناسب طرداً مع تطور وسائل التفاعل والتواصل فكلما ازداد العالم قرباً ازددنا بعداً…
من يصدق أن ذلك لم يكن منذ ألف عام ونيف….. كان المتنبي يمتطي صهوة حصانه ويمضي من العراق إلى سورية ويقصد سيف الدولة الحمداني ينشده روائعه ثم يحل المقام بأرض حلب فيغذ السير إلى مصر حيث كافور….
والمعري يخرج من بلدته إلى العراق قاصداً مجالس الفكر والأدب وقس على ذلك الكثير.
بل لماذا نذهب بعيداً ما تزال في مكتباتنا المنزلية منذ نصف قرن معظم الدوريات والمطبوعات التي كانت تصدر في بغداد أو القاهرة أو أي عاصمة عربية.
بلى منذ عقدين من الزمن كان ذلك متاحاً…. ولكن ما الذي حدث…. وكيف.. هل جنت الخلافات السياسية على الثقافة؟
وها نحن نعقد الأمل على يقظة عربية تلم الشمل وتوحد الصفوف لعلها تبعث من جديد التواصل الذي انقطع.
ما أحوجنا إلى تفاعل ثقافي عربي يثري المشهد الإبداعي العربي والعالمي.
العدد 1145 – 23-5-2023