ينتظر ملايين الطلاب يوم غد، بفارغ الصبر وبشوق لأنهم على موعد مع انتهاء العام الدراسي وبداية عطلة صيفية وما فيها من لهو وراحة وسفر إلى البحر والجبل.
أن يستبشر الطلاب بالعطلة ومتعتها بعد عناء الفحص وجهد وتعب وإرهاق فهذا طبيعي ومن حقهم ولكن أن يعبروا عن فرحتهم وسعادتهم بتمزيق دفاترهم وكتبهم ورمي الأوراق في الطريق، هذا ما أرقني وجعلني أفكر ملياً وطويلاً بالمستقبل، وكيف سيكون هؤلاء وهم عماده وبناته ؟ ومن يتحمل مسؤولية غرس حب العلم في نفوس الطلاب؟
رغم الجهود الجبارة والجادة لتطوير وتحديث المناهج لتضم أعمق وأشمل من مقرر مادة دراسية أو خطة درسية، هي مناهج خبرة ونشاطات قائمة على مهارات حياتية، إلا أن تبني مدارسنا لها وتطبيقها كما يجب ما تزال في بداياتها وخجولة ولابد من نقلة نوعية تعليمية نهجر فيها حشو عقول الطلاب بالمعلومات إلى رحاب أشمل نحاكي فيها قدراتهم العقلية العليا من نقد وتحليل واستنتاج وإبداع ويكون ذلك بتحسين البيئة الصفية التي تحفز الطالب على المشاركة والتفاعل وتزيد ثقته بنفسه، وكذلك تزويد المدارس بمصادر التعلم المثيرة للتفكيرالمبدع، وتمكين المعلم مادياً ومعنوياً ليعطي من قلبه وعقله، وليغرس حب العلم في نفوس طلابه.
طلاب العلم على مقاعد الدراسة هم ثروتنا الأغلى لصنع الغد الأجمل ومن يستثمر فيهم سيحصد نتائج استثماره في قطاعات المجتمع كافة، فهل ننفق على التعليم بمستوى وحجم طموحاتنا لتطويره؟