ثمة أشياء تبدو عالية..
لكن سرعان ما تتحوّل إلى النقيض..
كيف نلتقطها من السقوط في خانة “السلبي”..؟
علو “الحبّ” مثلاً.. وأشياء أخرى يمكن لها أن ترفعك إلى سابع سماء من سعادة..
العلو..!
الحبّ..!
ألا تحتاج إلى نفوس شاهقة العطاء..؟
(نحن منفتحون ضمن المنفتح) كما يقول ريلكه..
ويفسر أندريه كونت سبونفيل: (هذا الانفتاح هو الروح)..
منفتحون ضمن أو (مع) المنفتح..
كلام ريلكه يفترض أن يكون الآخر منفتحاً، شرطاً لنبادله هذا الانفتاح والذي يعني قبولاً واحتواءً له.
(الانفتاح الروحي) لطالما كان نقطة جاذبية تستشعرها وتستمتع بمجاراتها.
روحٌ منفتحة.. عالية.. خفيفة.. طافية نحو الأعالي، ولهذا استقطبتْها روحُه الغنية، أو هكذا اعتقدتْ.
في أحد حواراته تحدّث أندريه كونت سبونفيل عمّا سمّاه “حالة ذهنية معدّلة”، وصّفها بقوله (الالتقاء المفاجئ بين الغرابة والبداهة، تجربة امتلاء، وبساطة، ووحدة “اتحاد”، وصمت، وخلود، وطمأنينة، وقبول، ولكن فرحٌ وفرحٌ للغاية، مثل سلام لا حدود له).
على الرغم من كون كلامه ليس عن الحبّ، لكنه يستحضره ويستجلبه بقوة.
أليس الحبّ إحساساً بالامتلاء.. والطمأنينة.. الفرح.. السلام وغيرها من حالات ذكرها سبونفيل.
حتى لو وجدتْ فيما جمعهما أشياء عالية وانقلبت إلى نقيض سلبي..
تطرح هذا السلبي من ذاكرتها.. وتستجمع لحظات انفتاح روحي جمعتهما..
تماماً مثل تلك اللحظة التي تسترجعها الآن.. حين سقطتْ ونتج عن سقطتها رضوضٌ وأوجاع كانت تحتاج أسابيع لتشفى منها..
وحده شوقها للقاء روحه العالية دفعها لنسيان كل آلامها التي اختفت فعلياً بتأثير معجزة الحبّ..
تحتفظ بهذه اللحظة وبمثيلاتها.. بعيداً عن عتمة الذاكرة..
تقوم بتنقيح لحظاتهما سوياً.. تغربلها.. تستبقي (المنفتح) منها وربما استخلصت نسخة معدّلة على طريقة سبونفيل فيها طاقة “اللانهائي”..
هي لحظات لانهائية لأنها كلّما تذكرتْها تُخلق من جديد.. فالحبّ انفتاحٌ روحي وتجربة نختبر عبرها كوننا خالدين.. لكنه، بمعناه الأجمل، فرحٌ وفرحٌ للغاية.