من يتابع الدوريات لألعابنا الجماعية وألعاب الكرات، يدرك تماماً أنها غير ملبية، وأن فائدتها، وإن وجدت محدودة، ونحن نعلم أن الدوريات وجدت لصنع اللاعبين وصقل المواهب، وتحسين المستويات بكل الفئات، وبالتالي هي روافد للمنتخبات الوطنية بمختلف الأعمار والسؤال الذي يفرض نفسه:
هل الدوريات الكروية في بلدنا ملبية وهل هي مصانع للنجوم وصاقلة للمواهب؟.
نحن نسأل ونعرف الإجابة، هي دوريات مسلوقة وغير ملبية على الإطلاق وإليكم أمثلة تثبت ذلك.
دوري كرة القدم الممتاز عدد أنديته اثنا عشر نادياً انسحب واحد وهو الجزيرة فتقلص العدد ليصبح أحد عشر فريقاً، هذا الدوري توقف عدة أشهر وعدد مبارياته الإجمالية إياباً و ذهاباً عشرون مباراة فهل تكفي عشرون مباراة في الموسم لصناعة لاعب أو لصقل موهبة أو لصناعة نجم؟! وينسحب ذلك على دوري الشباب الذي تم عصره ليصبح في مجموعتين ونحن الذين أتينا بمدربين هولنديين وثالث مصري للإشراف على الشباب.. وفي كرة السلة وخاصة في دوري السيدات تقلص عدد المباريات في الدوري إلى الحد الأدنى وهذا يعني ضياع الفائدة والأمر ينسحب على بقية الألعاب الجماعية وألعاب الكرات دون ذكرها.
هذا هو الواقع فلماذا يندهش أو يتعجب المتابعون والمراقبون والمعنيون إذا كانت منتخباتنا في هذه الألعاب متأخرة وعاجزة عن أن تحدث بصمة أو تحقيق نتيجة طيبة في المنافسات العربية والإقليمية والمتوسطية والدولية؟ فالمبدأ الأساسي في كل شيء يستند على معادلة: مثل ما تزرع تحصد فإذا كان الزرع فقيراً فلابد أن يكون الحصاد أفقر هذه هي الصورة التي تغمض الاتحادات المعنية عيونها عنها ونرى هذه الاتحادات مجتهدة في كل شيء إلا تحسين السوية الفنية لأنديتنا ومنتخباتنا، والأدهى من ذلك أننا نسمح بمحترفين ليلعبوا في أنديتنا والاتحادات تعلم تكلفة المحترفين وإمكانية الأندية، أما الصورة الغريبة أيضاً بأن يبقى باب الاستقطاب والاستغناء عن اللاعبين المحترفين في دوري كرة السلة للرجال وهو الدوري المفيد حتى الآن أن يبقى السماح للمحترفين إلى ما قبل المربع الذهبي، وهذا شيء لا يحدث في كل بلاد الدنيا إلا عندنا، وهل من المعقول تبديل اللاعبين بين المباراة والأخرى والمرحلة والتي تليها؟ والمصيبة أن هذه الاتحادات تريد إقناع الناس بأن عملها مطور فمن يصدق هذا؟!.