د. مازن خضور
بشكل لافت، انتشر خبر “لأول مرة في سورية، خط ساخن لتقديم خدمات نفسية مجانية من مستشفى ابن خلدون” وتم تداوله بصورة مكثفة بما يشبه حالة من الجدل والاستغراب.
بغض النظر عن حقيقة ومصداقية هذا الخبر من عدمه، إلا أن هناك حقيقتين يتم تجاهلهما من قبلنا الأولى أن كل شخص منا بحاجة إلى تقديم الاستشارة والدعم النفسي، فالصحة النفسية مثل باقي أعضاء الجسم من الممكن أن تتعب وتمرض وتحتاج للعلاج والأهم أنه لا داعي للخجل من الحديث عن الصحة النفسية وعلاجها التي قد يكون عن طريق صديق أو حبيب أو أب أو أم أو مختص، فالشخص بحاجة في بعض الأحيان لمن يسمعه فقط أو قد يكون بحاجة كلمة أو جملة أو نصيحة أو غير ذلك.
هذا من جهة ومن جهة ثانية هناك حقيقة يتم تجاهلها أن الدعم النفسي ليست عيباً وليس وصماً اجتماعيا سيئا، وبالتالي طالب هذه الخدمة ليس مجنونا!! بل إن تعزيز الصحة النفسية والعناية بها لا يقل أهمية عن العناية بالصحة الجسدية، ويُعتبر مكملا لها.
كل هذا يقودنا إلى أهمية الاختصاصي النفسي والاجتماعي في حياتنا، فالصحة النفسية بتعريف منظمة الصحة العالمية هي: الرفاه الجسدي، النفسي، والاجتماعي بالإضافة لطبيعة الحياة التي يعيشها الفرد، التي تمكنه من التعامل على ضغوطات الحياة والعمل بشكل إيجابي ومنتج مما يحقق عائدا ليس فقط على حياته إنما أيضا لمحيطه.
هناك مجموعة من العوامل المؤثرة في الصحة النفسية أبرزها
العوامل المجتمعية مثل الاعتقاد أن إهمال وتجاهل الصحة النفسية بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية التي تجعل من الصحة النفسية ثانوية والأولوية تكون للأمور والمتطلبات المعيشية، كذلك العوامل الشخصية مثل وجود الإنسان في بيئة أسرية غير آمنة.
وفي الختام مجموعة من النصائح التي تساعد على تحسين الصحة النفسية وتعزيزها وأهمها أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، كذلك طلب المساعدة من مستشاري الصحة النفسية ليس عيبا، بالإضافة لحماية الصحة النفسية من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي السلبي.
عيشوا اللحظة وإذا كنتم تشعرون بالغضب أو القلق أو الحزن، فهذه جميعها مشاعر طبيعية جداً .. وفي ظل الحرب التي جرت في سورية منذ العام ٢٠١١ وما عاناه المواطن السوري من ويلات وصدمات ومشاهد قاسية، أعتقد أن الصحة النفسية ليست بالترف التعرّض لظروف اجتماعية واقتصادية وجيوسياسية وبيئية غير مواتية، بما في ذلك الفقر والعنف وعدم المساواة والحرمان البيئي يزيد من خطر إصابة الأفراد باعتلالات الصحة النفسية، لذلك وبكل تأكيد الاستشارة النفسية والاجتماعية ليست ترفا.
