الثورة- هراير جوانيان:
بعد أن حسم باريس سان جيرمان لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم، لمرة حادية عشرة قياسية نظرياً الأسبوع الماضي، يقف في المرحلة 37 ما قبل الأخيرة على بُعد نقطة من حسمه رسمياً عندما يحل على ستراسبورغ اليوم السبت.
ويتصدر النادي الباريسي بفارق 6 نقاط عن لنس الثاني الذي يستضيف أجاكسيو (84 مقابل 78)، وسيكفيه تعادل أمام ستراسبورغ لتحقيق لقبه الثاني توالياً والحادي عشر في تاريخه ليفض الشراكة مع سانت إتيان.
ورغم أنه يتجه نحو لقب تاسع في الدوري في آخر 11 موسماً، فإن عدم حسمه بعد قبل مرحلتين من النهاية يعكس الصعوبات التي عانى منها الفريق في الأشهر الأخيرة.
مُني هذا الموسم بست هزائم في الدوري وهو ما لم يحصل في السنوات الثماني التي أحرز خلالها اللقب منذ الاستحواذ القطري في العام 2011.
وفي حين أن تحقيق لقب الدوري بات يُعتبر تحصيلاً حاصلاً إذا صح القول نظراً لفارق الإمكانات المالية مع الأندية الأخرى والأسماء الرنانة التي يملكها في صفوفه، يقيّم البعض موسم سان جيرمان عطفاً على نتائجه القارية.وجاء هذا الموسم مخيباً مرة أخرى بعد أن خرج من ثمن النهائي على يد بايرن ميونيخ الألماني على غرار الموسم الماضي عندما سقط أمام ريال مدريد الإسباني، ليستمر البحث عن لقب أول في دوري الأبطال في تاريخه.
وفي حين يبدو الأرجنتيني ليونيل ميسي في طريقه لمغادرة أسوار النادي بعد موسمين من وصوله، يبدو أن الرهان على الثلاثي مبابي-ميسي-نيمار لتحقيق المجد القاري قد يفشل.إذ إن بطل العالم 2022 مرشح للعب في الدوري السعودي في حين ربطت بعض التقارير البرازيلي نيمار بالانتقال إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي.أما كيليان مبابي فيبدو أنه باق في العاصمة الفرنسية ويخوض بطل العالم 2018 معركة فردية في السباق على صدارة ترتيب هدافي الدوري، إذ يتصدر بـ28 هدفاً بفارق هدفين عن ألكسندر لاكازيت مهاجم ليون قبل مرحلتين من النهاية.كما يبدو مصير المدرب كريستوف غالتييه ضبابياً في ظل تقارير ربطت زين الدين زيدان أو الإسباني لويس إنريكه بتولي المهام في ملعب بارك دي برانس.
وصحيحٌ أن لنس لن يخطف اللقب من سان جيرمان، لكن الجماهير ستستذكر الموسم الاستثنائي للنادي الشمالي الذي يستعد للعودة إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 21 عاماً.ورغم أن سان جيرمان لم يحسم اللقب قبل مرحلتين، لكن ذلك يعود أيضاً إلى لنس الذي حطّم مجموع أفضل نقاط له خلال موسم واحد قبل مبارتين من النهاية.
في حال فوزه على أجاكسيو، سيرفع رصيده إلى 81 نقطة وهو أعلى مجموع يحققه فريق يحل وصيفاً لسان جيرمان منذ الاستحواذ القطري (80 نقطة موناكو في موسمي 2013-2014 و2017-2018).
حسابياً، لا يزال بإمكان لنس الفوز بلقب أول في الدوري منذ لقبه الوحيد في عام 1998، لكن تأخره بست نقاط خلف سان جيرمان بالإضافة إلى فارق الأهداف الشاسع (+50 مقابل +34) يجعل هذا الاحتمال غير واقعي حتى في حال فوزه في آخر مباراتين مقابل سقوط الفريق الباريسي.
يتقدم على مرسيليا الثالث بفارق خمس نقاط لذا فإن الفوز على أجاكسيو سيضمن له الوصافة والعودة مباشرة إلى دوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2002-2003.
وستشكل العودة إلى المسابقة القارية الأولى إنجازاً غير عادي للنادي الذي قضى معظم العقد الماضي في دوري الدرجة الثانية قبل أن يرتقي إلى مصاف النخبة في عام 2020.كما أنه حقق هذا الإنجاز بميزانية متواضعة تبلغ 62 مليون يورو (66 مليون دولار).
وفي حال فوز لنس، سيكتفي مرسيليا بالمركز الثالث الذي يخوله خوض التصفيات المؤهلة إلى دوري الأبطال كونه يبتعد بفارق 8 نقاط عن موناكو الرابع.
وفي أسفل الجدول، بعد هبوط كل من أنجيه وأجاكسيو وتروا، تتنافس ثلاثة فرق لتفادي المركز السابع عشر (تهبط 4 فرق هذا الموسم ويصعد اثنان فقط من الدرجة الثانية لتقليص عدد الأندية الموسم المقبل من 20 إلى 18).
يحل نانت السابع عشر (33 نقطة) على ليل، أما أوكسير (34 نقطة) يسافر إلى تولوز فيما يستضيف ستراسبورغ (39) سان جيرمان رغم أنه مرتاح نسبياً لوضعه نظراً لفارق الأهداف الشاسع عن نانت (-7 مقابل -18).