الثورة – تقرير ناصر منذر:
وسط مواصلة فرار عشرات الآلاف من السودان إلى جنوبه، بسبب تواصل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع” منذ أكثر من شهر، وفي ظل استمرار تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع حول خرق الهدنة المعلنة سابقا، أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، عن استعداده لتمديد وقف إطلاق النار مع قوات “الدعم السريع”.
وأكد الجيش السوداني، في بيان له، التزامه باتفاقية وقف إطلاق النار قصيرة الأمد الموقعة في جدة بالمملكة العربية السعودية.
وفي وقت سابق اليوم دعا بيان مشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في السودان.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن “الولايات المتحدة والسعودية بصفتهما ميسّرين لاتفاق وقف إطلاق النار القصير الأمد والترتيبات الإنسانية، يدعوان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى مواصلة النقاش، للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار، الذي سينتهي غدا الموافق 29 أيار.
وأضاف البيان المشترك أن “التمديد سيسهل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني، وفي ظل عدم وجود اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الحالي، يظل من واجب الطرفين التقيد بالتزامهما بموجب وقف إطلاق النار القصير الأمد وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان”.
وكانت قوات “الدعم السريع”، أعلنت أمس في بيان لها، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد، وجاهزيتها للاستمرار في المباحثات لتجديد الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة سعودية – أمريكية.
وأشارت في بيانها إلى أن “هناك استعدادا كاملا لمواصلة المباحثات خلال اليومين الأخيرين من فترة الهدنة، برعاية الوساطة السعودية – الأمريكية، لمناقشة إمكانية تجديد اتفاق وقف إطلاق النار”.
وتتواصل منذ 15 نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين؛ في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
وتوصل الجانبان، بوساطة أمريكية سعودية، إلى اتفاق هدنة تسري لمدة أسبوع اعتبارا من مساء الاثنين 22 أيار الجاري، إلا أن أجواء التوتر والاشتباكات المتقطعة لاتزال مستمرة رغم الهدنة.
وأعلن المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، مقتل 900 شخص بينهم أطفال، وإصابة 3500 آخرين في السودان جراء الاشتباكات المسلحة، متهمًا طرفي الصراع بانتهاك القانون الإنساني الدولي.
وأرغمت هذه الحرب ما يزيد على مليون شخص على النزوح داخل السودان، أحد أفقر بلدان العالم، وهجّرت 300 ألف سوداني، على الأقل، إلى الدول المجاورة، التي تعاني في الأصل أزمات، بحسب الأمم المتحدة.