الثورة – علا مفيد محمد:
في جوٍّ من التميز والتحدي والفرح بدأت المرحلة الثانية من مسابقة تحدي القراءة العربي في موسمها السابع 2022_2023 حيث انطلقت تصفيات تحدي القراءة العربي على مستوى المدارس في مختلف المحافظات بدمشق .
واستكمالاً لشعار «بالقراءة نرتقي» رصدت الثورة أجواء التصفيات التابعة لمديرية تربية دمشق في يومها الثاني والأخير. والتي شهدت حضوراً كبيراً من المدارس بطلابها المشاركين وأساتذتها المشرفين وما قدمه الطلاب المشاركون من إبداعات أبهجت القلوب وكانت مدعاة فخر لكل مستمعٍ ومُشاهد.
350 طالباً من ذوي الهمم
وأوضح المنسق العام للمسابقة على مستوى سورية علي عباس في تصريحٍ للثورة أنه خلال الإطلاع على سير التصفيات في تحدي القراءة العربي في سورية لدينا 373 ألف طالب من جميع المحافظات ومن 16 منطقة تعليمية إضافة إلى مدارس المتفوقين والأمانة السورية للتنمية، وجميع هؤلاء الطلاب هم قارؤون ومبدعون، ونحن الآن في المرحلة الثانية وقد تشكلت لجان التحكيم وزارياً لاختيار الأفضل منهم.
فهناك 2800 طالب على مستوى سورية يشاركون في هذه المرحلة وسيتم اختيار 100 طالب.. بعد ذلك سوف تأتي لجنة من دولة الإمارات العربية في شهر حزيران للعام الحالي لتختبر هؤلاء الطلاب.
وأضاف: إن هذا التحدي ينمي القدرات ويوسع مدارك الطلاب ويعزز الثقافة واللغة العربية، وسورية كانت وما زالت قلب العروبة النابض، حيث تميز أبناؤها وفازوا العام الماضي في تحدي القراءة العربي، وهذا الفوز لم يأت من وحي المصادفة بل كان سببه أبناء سورية الذين هم تاريخ الأجداد الذي ارتبط مع الحاضر.
وأشار إلى أن مكتبة إيبلا أقدم مكتبة في العالم يخرج منها اليوم في سورية أبطال على مستوى الوطن العربي ونحن نعول هذا العام على الفوز، منوها أنه لدينا 350 طالبا من ذوي الهمم وهي جائزة جديدة أضيفت هذا العام وبإذن الله ستكون سورية حاضرة في كل المحافل العربية والدولية.
الأكثر مشاركة
بدوره لفت مدير تربية دمشق سليمان يونس للثورة بأن محافظة دمشق هي الأكثر مشاركة بطلابها من مختلف الأعمار في تحدي القراءة وكانت حالة التمايز كبيرة جداً والاختيار كان صعباً، والسبب في ذلك هو التقارب الكبير في وعي الطلاب وحبهم للكتاب ما جعلنا نطمئن للمستقبل بأن طلابنا ما زالوا أصدقاءً للكتاب بعد تخوفنا من أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي والميديا قد أبعدت الطالب والطفل عن الكتاب، وفي الحقيقة كان فوز شام البكور له الأثر الإيجابي بأن كثيراً من الطلاب قد عاشوا حالة التحدي وعادوا للكتاب خير جليس، مبيناً أن الهدف ليس التحدي والجائزة فقط، وإنما الغاية أن يعود الطالب للكتاب ويحافظ عليه، وأن تكون لغة التبادل والهدايا هي الكتاب.
وعن مدى إمكانية تطوير هذا المشروع قال يونس: لطالما أعدنا إحياء نواة الكتاب سنجد في المستقبل مؤلفين وكتّاباً وشعراء صغاراً.
جهود التنسيق
وعن الجهود الكبيرة التي بُذلت في التنسيق بين مديرية التربية والمدارس لاستكمال مراحل المسابقة حدثنا باسم الحاج رئيس دائرة التعليم الثانوي ومنسق تحدي القراءة في محافظة دمشق بأنه: تم تشكيل لجان في البداية في محافظة دمشق وعقد اجتماع مع مديري المدارس، وتم اختيار منسقين من حملة الإجازة في اللغة العربية المختصين باللغة العربية الفصحى، وتم تزويدهم بالتعليمات والأنشطة التي سوف يقوم بها الطلاب، وكيفية حصولهم على جوازات التحدي والمؤلفة من 5 جوازات، كل جوازٍ عبارة عن عشرة كتب يقوم كل طالب بقراءتها وتلخيصها بموجز والفكرة العامة منها.
كما أنه بعد ذلك بدأنا بالمرحلة الأولى التي كان فيها عدد المشتركين من محافظة دمشق 221155 ألف طالب وطالبة بمشاركة 510 مدرسة موزعين بين مدارس الثانوية العامة والشرعية والمدارس الخاصة والمهنية مع مدارس الحلقة الأولى والثانية.
وأكد أن 75٪ من المشاركين أنجزوا جوازات التحدي أما البقية فلم يستطيعوا الإكمال فقمنا بتشجيعهم بالمتابعة والتحضير للعام القادم، وقد كانت النتيجة في المرحلة الأولى حصول محافظة دمشق على تأهل 352 طالباً من أصل المشاركين، وهم الآن يخوضون المرحلة الثانية على مستوى المحافظة والتي سينتج عنها تأهل 12 طالباً من محافظة دمشق إلى المرحلة الثالثة على مستوى الجمهورية.
جيل جبار
وعن انطباع الشاعرة هيلانة عطالله عضو لجنة التحكيم في مسابقة تحدي القراءة العربي حول المشاركين، أعربت في البداية عن تقديرها ومحبتها لجريدة الثورة، وقالت: نحن كلجنة كُلّفنا هذه المهمة على مدى يومين ٢٨-٢٩وقد قابلنا خلالها عدداً كبيراً يتجاوز 150 طالباً واليوم سيتجاوز العدد الـ 200 طالب من مراحل عمرية مختلفة.
وتابعت عطا الله مالفت نظري هو الحماسة والاندفاع لدى أبنائنا الطلبة، فمن شروط الدخول في المسابقة أن يكون الطالب قد قرأ 50 كتاباً واصطحب معه جوازاته وكل كتاب مع فكرته وقد كنت أختار لا على التعيين اسم كتاب من الكتب التي قرأها الطالب لأُفاجأ بأنه فعلاً قد قرأ هذا الكتاب.
وأضافت: ما أعجبني أيضاً هو اللغة العربية الفصحى، وبالعموم الاندفاع نحو القراءة ظاهرة صحية جداً أثرت وأغنت فكر طلابنا وجعلتهم يُحجمَون قليلاً عن الاطلاع عبر المواقع الإلكترونية.
وأضافت: فقط هناك أمرٌ واحدٌ لاحظته عند بعض الطلاب وخاصة التعليم الأساسي وهو أن أهلهم كتبوا لهم مقدمة يقدمون بها أنفسهم وهم أدوها أداءً وأنا لست مع ذلك وإنما أريد أن تتفتق ملكات الطالب ليرتجل ويقول ما لديه فما يُهمني هو أن أراه هو يُعرّف عن نفسه.
والأمر الأخير والأهم في هذه الظروف العصيبة ونحن قد خرجنا مؤخراً من حربٍ كونية دمرت كل شيء ونتعرض الآن لأزمةٍ من نوعٍ آخر حربٌ اقتصادية تستهدف حياتنا ومع ذلك هذا الجيل جبار، هو الجيل الذي يخرج من قلب المعاناة ويكبر ويسمو على جراحه ليقول إننا باقون وسورية ستتعافى بنا بفكرنا بعقولنا بعلمنا.
عنوان جميل
من جانبه أكد رئيس لجنة التحكيم أحمد الحوراني منسق اللغة العربية بدمشق أهمية تحدي القراءة بأنه عنوانٌ جميل يجعل أبناءنا الطلبة يلازمون القراءة في هذا العصر والظروف المحيطة بهم التي أبعدت الكبار قبل الصغار عن الكتاب.مؤكداً أن هذه الفكرة مفيدة وجميلة ومن خلال أجواء اليومين الماضيين لاحظنا وقرأنا في عيون أطفالنا وطلابنا الراحة ومدى شغفهم بما قاموا به من قراءة الكتب وليس هذا فقط وإنما أدهشنا تمكنهم من معرفة ما قرؤوا بشكلٍ دقيق، ما يعني أن هذا الجيل القادم له المستقبل وهو جديرٌ به، وعلينا أن نأخذ بيده نحن الكبار لنرشدهم على الطريق الصحيح.
وتمنى أن تبقى هذه المسابقة مستمرة لما لها من انعكاسات إيجابية على حياتنا وتعلقنا بلغتنا الأم التي نعتز ونفخر بها.