فواز الساجر  الغائب الحاضر

رشا سلوم:
لم يكن عابراً في الحياة الثقافية السورية، بل ترك بصمة مهمة في كل ما قام به، مرت ذكرى وفاته دون اهتمام كثير ولاسيما في الجانب الإعلامي، قلة من المتابعين هم الذين كتبوا على صفحاتهم الشخصية نبذة عن حياته تذكيراُ به، لاسيما أن ثمة ذاكرة قصيرة أصبحت تحكم الناس في الزمن الالكتروني،
وفي محطات حياته.
ولد  عام 1948 في إحدى قرى منبج ناحية أبو قلقل في محافظة حلب.
وقد حصل على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي بتفوق عام 1965 من محافظة الرقة، عرف باندفاعه الكبير للقراءة والمطالعة وهو شاب فقد كان من الرواد الدائمين للمركز الثقافي العربي في منبج.
وهو ممن ساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق  وعمل مدرساً فيه.
وكانت  قد وفدته وزارة الثقافة لدراسة الإخراج المسرحي في موسكو عام (1966) حيث كان أستاذه الفنان يوري زافانسكي تلميذ ستانسلافسكي وهو صاحب مدرسة مسرحية عالمية ومن أهم وجوه المسرح السوفييتي.
تخرج في  معهد «غيتس» الحكومي للفنون المسرحية (كلية الإخراج) عام (1972)، وفي العام (1975) عمل مع المسرح الجامعي في دمشق، وقدم ثلاثية بعنوان: «أن نكون أو لا نكون» على نصوص لأوزوالد دراكون وممدوح عدوان ورياض عصمت، وشارك بهذا العرض باسم سورية في مهرجان دمشق السادس للفنون المسرحية.
وعن رأيه في المسرح  يقول: (أنا أفهم المسرح كمسرح يغير ولا يتغير.. أنا أرفض المسرح الذي يقدم قيماً أخلاقية ثابتة من منظور تبريري.. المسرح المطلوب في وطننا هو المسرح الذي يؤكد قيماُ اجتماعية وأفكاراً جديدة تدفع بوعي الناس إلى الأمام.)
وفي عام (1977) أسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي وقدم: «يوميات مجنون» عن نص نيكولاي غوغول، وفي عام (1978) أوفد إلى اليابان لمدة ستة أشهر للاطلاع على المسرح الياباني وأنجز عرض «توراندوت».
وفي عام (1979) عاد إلى المسرح التجريبي وقدم مسرحية «رحلة حنظله من الغفلة إلى اليقظة» من اقتباس سعد الله ونوس، وقد عرضت هذه المسرحية في الكويت وألمانيا.
وفي العام (1980) قدم (ثلاث حكايات) عن ثلاثية الكاتب أوزوالد دراكون وهي:
«ضربة شمس- حكاية صديقنا بانشو- والرجل الذي صار كلباً»، عرضت في تونس، وفي العام (1981) قدم عرض التخرج لطلبة الدفعة الأولى من قسم التمثيل وهو (سهرة مع أبي خليل القباني) لسعد الله ونوس.
سافر من جديد إلى موسكو لدراسة الدكتوراه عام (1982) وعاد بها عام (1986) وأصبح في العام (1987) مدرساً لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وقدم في العام (1988) مسرحية (سكان الكهف) للمسرح القومي عن مسرحية ويليام سارويان.
رحل الساجر في 16 أيار عام 1988 تاركا إرثاً مسرحياً عميقاً في صدقه وتجربته وحبه وعشقه لخشبة المسرح مخلفاً من طلابه عمالقة في الفن التلفزيوني والمسرحي ونذكر منهم (أيمن زيدان، وغسان مسعود، وآخرون…).
– في عيون معاصريه..
– رفيق دربه الرحل الكبير «سعد الله ونوس» وفي الذكرى الثامنة لرحيله، وضمن الندوة التي أقامها المعهد العالي للعلوم المسرحية حول مسرح الساجر، حيث شارك فيها سعد الله ونوس رغم مرضه وتحدث مطولاً عن ذكرياته المسرحية مع فواز الساجر، وقد قال في كلمته الارتجالية: «هذه المناسبة ليست جميلة على قلوبنا، كنا نتمنى أن تكون مختلفة، سنوات مرت على وفاة فواز وخلالها كنت أتساءل من منا يسبق الآخر، أهذا الذي رحل وتركنا ننتظر، أم هذا الذي يجلس خلف النافذة ينتظر موته ويرقب انهيارات العالم الكبرى».
– قال عنه الفنان أيمن زيدان: “فواز لم يمت ولم ينته، بدأ العمل معنا بحماس واندفع حين كنا (26) طالبـاً، كان همه الأساسي أن تنصهر الذات على بوتقة الجماعة، وأن تتحول الأنا إلى النحن في هـذا الزمن المسرحي الصعب، علمنا كيف نقرأ الحياة قراءة إبداعية، وقد كتب لي رسالة يوم سافر إلى موسكو قال فيها “طوبى لمن ربح نفسه وخسر العالم”
– الفنان غسان مسعود قال فيه”: رفض فواز “الدوغما ” فالفكر ليس قمقماً” وهذا السبب في أن فواز أعاد نظرته في الحياة والإنسان”

آخر الأخبار
تفعيل إجراءات نقل الملكية العقارية بدرعا مستشفى خيري في قلب حلب.. مبادرة إنسانية تعيد الأمل لآلاف المرضى ضمن برنامج "حاضنة الأعمال" اختيار المشاريع الأولى للرواد باراك: ملتزمون بمساعي تحقيق السلام والازدهار في سوريا الشيباني يبحث مع السفير الصيني المستجدات الإقليمية والعلاقات الثنائية البدء بترميم مدارس متضررة في درعا بدء قبول طلبات الاعتراض على نتائج شهادة التعليم الأساسي وقف استيراد الفروج المجمد.. مدير الدواجن يدعو لمراقبة السوق تعزيز العلاقات التجارية مع مجلس الأعمال السوري- الأميركي وزير المالية يطمئن.. الخبير عمر الحاج لـ"الثورة": تنشيط قطاع الكهرباء يحتاج تكاليف كبيرة إعادة تأهيل ست آبار.. وإزالة تعديات على خطوط المياه بدرعا مطاعم المزة.. نكهات باهظة في مدينة تتعافى ببطء بداية تعاف ونقطة قوة تسجل للحكومة.. جمعة حجازي لـ "الثورة": تحويل المحافظات المهمشة اقتصادياً لمراكز... "أمية" ينفض الغبار بانطلاقة جديدة.. مصطفى خطاب: نراهن على الجودة والسعر معاً رغم زيادة الرواتب.. أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة موازنة العام 2026.. رؤية مختلفة عن سابقاتها التمديد الحكمي في عقود الإيجار.. الأكثر أثارة للجدل مشروع القاضي طارق برنجكجي يعيد التوازن التشريعي مشاريع تركيب وصيانة لتعزيز موثوقية الكهرباء بريف دمشق قرية اليعقوبية تحيي طقوس عيد القديسة آنا بريف إدلب قرار جديد يضع التمريض على مسار مهني صارم ويحمي حق المريض