الثورة – ديب علي حسن:
كلما دقَّ الكوز بالجرة منذ عقد من الزمن وبعض الأقلام السورية تكتب على صفحات التواصل الاجتماعي عن فصل الدين عن الدولة، ويذهب الكثيرون مذاهب شتى.. وبغض النظر عما في الطروحات التي ترى أنه الحل للكثير من القضايا الاجتماعية… يجب أن نطرح السؤال التالي: الولايات المتحدة التي تدَّعي أنها تصدِّر للعالم القيم والحرية هل فصلت الدين عن الدولة؟
ولن نطرح السؤال: هل المجتمع الأميركي متدين؟ لأن الجميع يعرف انه متدين ولكن كما يحب هو.
نعود إلى السؤال الأساسي: هل فصل التنوير الأميركي الدين عن الدولة؟
الإجابات من دراسات المفكرين الأميركيين أنفسهم.
البداية من كتاب الطرق إلى الحداثة.. التنوير البريطاني والتنوير الفرنسي والتنوير الأمريكي.. تأليف غير ترد هيملفارد، ترجمة محمود سيد احمد، صدر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية عام ٢٠٠٩م.
والمؤلفة باحثة امريكية لها العديد من المؤلفات منها: عن الحرية والليبرالية.. التفسير الأخلاقي للمجتمع.
وهي عضو في الجمعية الفلسفية الأميركية.
– الدين المؤسسة الأولى..
تقتبس المؤلفة في ص ٢١٨م عن توكفيل قوله: إن الدين هو المؤسسة الأولى من مؤسساتهم السياسية لأنه الشرط الضروري للحرية والأخلاق وبالتالي للحكومة الجمهورية نفسها.
إن الحرية ترى في الدين رفيق نضالاتها وانتصاراتها ومهد طفولتها والمصدر الإلهي لحقوقها.. إنها تنظر إلى الدين على أنه هو الذي يحمي التقاليد والتقاليد من حيث إنها الضمان للقوانين والضمان لدوامها وبقائها… وفي الوقت الذي يسمح القانون للشعب الأميركي بأن يفعل كل شيء فإن الدين يمنعه من تصور كل شيئ ويحرم عليه أن يجرؤ على كل شيئ….
وما الذي يجعل شعباً سيد نفسه إذا لم يخضع لله.
وتصل المؤلفة إلى اقتباس خلاصة قوله: إنني لا أعرف ما إذا كان لدى جميع الأمريكيين إيمان بدينهم.. لأنه من الذي يستطيع أن يطَّلع على ما في أعماق القلوب؟
لكنني على يقين بأنهم يؤمنون بأنه ضروري للمحافظة على المؤسسات الجمهورية، ولا يخص هذا الرأي فقط فئة من المواطنين أو أي حزب بل يخص الأمة بأسرها.. إذ يجده المرء في كل الطبقات.
والكسيس توكفيل الذي تقتبس منه الباحثة مؤرخ فرنسي تابع نشأة الولايات المتحدة الأميركية وكتب عن تاريخها وتوجهاتها السياسية والاجتماعية والفكرية.
هذا توصيف أولي للمؤسسات الأميركية التي لم تتخل عن الدين كما يتوهم من يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي.. فكيف نظر من يسمونهم ( الآباء المؤسسون ) للدين في الدولة الناشئةالتي يؤسسونها..؟
