الثورة – أحمد صلال – باريس:
امرأة قوية صاحبة مبادئ وموقف لا يتغير، امرأة ومدافعة شرسة عن حقوق السوريين خاضت في المجال الثوري ودافعت بكل الحب، عن جميع الحقوق، الإنسانية والعلم والفكر وسائلها للنضال، الناشطة ابتسام مطر ضيفة صحيفة الثورة في بورتريه.طفلة مشاكسة ومناضلة وثائرة صنعت طريق حريتها وتخوض تجارب حقوقية وديمقراطية تدافع فيها عن الإنسان السوري أينما كان، سورية جداً، تعشق هذه الأرض وتحب هذا الوطن الصغير الذي حرمت منه، لكنها تمسكت بمواطنيتها وحقها أن ترى سوريا كما تريد، ابتسام مطر طفلة مشاغبة في بيتها فتحت لـ«الثورة» صندوق ذكرياتها، عادت إلى الطفولة قائلة” أجمل شعور أن تكون ثائراً، إحساس يرشح حباً. صقلت شخصية ابتسام عبر القراءة والمثابرة، والجو العائلي الصحي والثقافي، منذ وصولها فرنسا.. لم تتغيب عن أي مناسبة تخص الثورة، شخصية قوية ومتوازنة، شاركت الأوكرانيين التظاهر ضد عدو واحد ألا هو بوتين، وكان لها اليد الطولى في قافلة سوريا للتضامن مع الشعب الأوكراني، كذلك الحال في مشاركة المعارضة الإيرانية في التظاهرات تدين نظام مجرم في إيران يقوم بمساعدة نظام مجرم في سوريا، قائلة: “في الثورة نام داخلي شيء خاص جداً وكأنه شعور مخاض ولادة شخصية قوية ومتوازنة، لذلك التظاهر ضد النظام المخلوع، ضروري مثل الطعام والشراب”.. كيف تكون المرأة حرة وصاحبة القرار وتواصل نضالها هي كذلك مطر الذي كان لوالديها كبير الأثر في جعلها من أوائل المحتجين على نظام الأسد”.
جمعت كل مقومات القوة والشراسة من الدفاع عن حقوق الفرد السوري إلى الدفاع الدائم عن حقوق الانسان إلى ممارسة الفعل الثقافي المقاوم في تسيير فضاء السياسة، “من أجمل التجارب التي خاضتها، عقد ونيف من العمل والنضال وتطبيق ما درسته كان ممتعاً ومتعباً”، كما تقول صاحبة الابتسامة الهادئة وهي تستحضر ذكريات تخبئها في مكان آمن.
ابتسام بكل صراحة كبرت وعندها احتقار شديد للسياسة لأن أهل السياسة هناك بعد إنساني مواطني يتم نسيانه للبقاء في الكرسي، قائلة: لذلك لم أنتمِ مطلقاً لأي حزب، أكره الانضباط الحزبي، “أنا امرأة حرة وعندي أفكار والإنسان يتطور”.. نحن فقط نعمل مع الصادقين، ومن يؤمنون أن الحلم ممكن ولا يعرفون معنى المستحيل، لهؤلاء أقول: فلنحلم معاً، ولنكن سنداً دائماً للحرية وللثقافة الحقيقية”، على حد تعبيراتها، لذلك ابتسام التي درست اللغة الفرنسية منذ بدايات ثمانينات القرن المنصرم، لا تبخل على اللاجئين السوريين بمساعدتهم في ترجمة الأوراق الثبوتية وتعليم اللغة والاندماج بسوق العمل وكل ما يخص اللاجئين الجدد، امرأة لا يمكن أن تخمن لها عمراً، لا تجاعيد، شعر فاحم، تتحرك بخفة ونشاط وحيوية، تدرك كيف تخاطب العواطف، تكتيكية بارعة، مدافعة شرسة عن حقوق الثورة، تلخص النضال في جملة واحدة؛ “ما لا يأتي بالنضال يأتي بالمزيد من النضال”.. ذكية لأنها وظفت موقعها وأفكارها ومواقفها الإنسانية، لتتحول إلى أيقونة النضال النسوي في فرنسا، تسلقت قلوب النساء السوريات، متشبعة بطموحها، تخوض معارك بلا كلل ولا ملل لتحسين الظروف المعيشية للفرد السوري.تدافع عن مواقفها الحقوقية بلغة ناعمة وشرسة، تنتظر الفرصة لتوظف الوقت لتقوية أوراقها الرابحة، لا تتراجع عندما يتعلق الأمر بقضايا الثورة، ابتسام التي لم تنجح الآراء المعارضة في أن تثنيها عن موقفها، نظمت على مدار السنوات الماضية العديد من الوقفات والمسيرات المدافعة عن حقوق الثورة تتصدى للمشكلات بلا أفكار أو معرفة مسبقة، وتعرف كيف تجعل من المشكلة حلاً.بارعة، لا تهاب التيارات الجارفة، عنيدة الطموح، شجاعة ويحبها الجميع، لا تحقق نفسها إلا عبر التصادم مع خصوم حقوق الإنسان، تعطي الأحداث المعنى الذي تريد، امرأة لا تهدأ عندما يسيء أحداً لثورة بلدها الأم، لسان حالها يقول نحن السوريين أقوياء وعزيمتنا تهد الجبال.