الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
يُعقد منتدى حوار “شانغريلا” العشرين، (2- 4) حزيران في سنغافورة بحضور ما يقرب من 600 مندوب من 49 دولة ومنطقة، بما في ذلك وزيرا دفاع الصين والولايات المتحدة.
على خلفية الأزمة في أوكرانيا والوضع المعقد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإن أهمية حوار شانغريلا كآلية تعاون أمني متعددة الأطراف أُنشئت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد هجمات 11 أيلول، تم تنسيقه باستمرار، وجذب اهتماماً كبيراً من جميع الأطراف المعنية.
نأمل أن يلعب حوار شانغريلا دوراً حقيقياً في تجسير الاختلافات، وزيادة الثقة المتبادلة، وتعزيز تحسين بيئة الأمن الإقليمي بشكل حقيقي، بدلاً من توفير منصة لهجمات أو نزاعات لا معنى لها. أوروبا غارقة في أزمة وانقسام، وتواجه منطقة آسيا والمحيط الهادئ أيضاً مخاطر كبيرة تتعلق بوضع أمني أكثر تعقيداً، ويهدف حضور وزير الدفاع الصيني إلى التعبير عن مواقف الصين وإظهار مسؤولياتها كدولة رئيسة.
بصراحة، تعتمد نتيجة وفعالية حوار شانغريلا إلى حد كبير على كيفية تصرف الولايات المتحدة خلال المؤتمر، فهي وبالنظر إلى الحوارات السابقة، حاولت احتلال مركز الصدارة وتحديد نغمة حوار شانغريلا.
حيث تروج واشنطن، مع العديد من أتباعها الصغار، لمجموعتها الخاصة من الاستراتيجيات الأمنية، والتي ثبت أنها مدمرة للغاية، بينما تتهم وتشوه البلدان التي تعتبرها منافسة أو أعداء، وكان هدفهم الأساس في السنوات الأخيرة هو الصين، ما أدى باستمرار إلى تصعيد التوتر في حوار شانغريلا، بل وجعل المجتمع الصيني يعتبره فخاً غادراً.
ومع ذلك، أصبحت الولايات المتحدة عاجزة بشكل متزايد في حوار شانغريلا، والسبب الأساس هو أن مقترحاتها وإجراءاتها أصبحت لا تحظى بشعبية متزايدة في المجتمع الدولي، ما يسبب القلق بدلاً من التأييد، فعندما تصبح الأصوات في حوار شانغريلا أكثر تنوعاً، وتحويلها من مجال الولايات المتحدة والغرب إلى منتدى أمني متعدد الأطراف أكثر تمثيلاً وشمولاً على نطاق واسع، عندها سيتم تعزيز قيمته بشكل كبير، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد مواكبة هذا الاتجاه.
نحث بشدة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على عدم التركيز فقط على إلقاء اللوم على الآخرين والتهرب من المسؤولية في حوار شانغريلا، بل يجب عليه أن يقدم بعض الأفكار ووجهات النظر والحلول الجديدة لمختلف القضايا الأمنية الجادة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
باختصار، يجب أن يُظهر موقفاً إيجابياً وصدقاً في تعزيز الانفتاح والشمولية والسلام والاستقرار في المنطقة، بدلاً من تكوين مجموعات وكذلك تكوين فصائل وانقسامات في الاتجاه المعاكس في حوار شانغريلا.
تثير الولايات المتحدة الآن قضية رفض الصين لعقد اجتماع بين وزير الدفاع الصيني ووزير الدفاع الأمريكي خلال حوار شانغريلا، لقد أكدت الصين مرات عديدة سبب رفضها، فهي لا يمكنها قبول التبادلات القسرية في ظل العقوبات والاستفزازات.
وإذا كانت الولايات المتحدة تريد حقاً معرفة وجهات نظر الصين، فعليها الاستماع بعناية إلى خطاب عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني لي شانغفو في حوار شانغريلا وأن تضع ما يقوله في الاعتبار، فخطابه سيحتوي بالتأكيد على محتوى موضوعي أكثر من خطاب أوستن.
يُذكر أن لي سيلقي خطاباً حول “مبادرة الأمن الصينية الجديدة”، يمكننا من خلالها أن نشعر بصدق الصين وحسن نيتها وموقفها المسؤول، حيث أنها ستدعو إلى مسار جديد للأمن يتسم بالحوار والشراكة وتأمل في تلقي رد إيجابي من الولايات المتحدة.
إن حضور وزير الدفاع الصيني في حوار شانغريلا بحد ذاته هو انعكاس لموقف جيش التحرير الشعبي المنفتح تجاه العالم الخارجي، فهو مستعد للتواصل مع جميع القوات السلمية والصديقة، وتعميق التعاون العسكري مع مختلف البلدان، وتقديم مساهمات أكبر للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، بما في ذلك الولايات المتحدة والجيش الأمريكي، شريطة أن يظهر الجيش الأمريكي الإخلاص وحسن النية بالسلام، وإن حوار شانغريلا هو في الواقع فرصة لذلك.
المصدر- غلوبال تايمز