الثورة- حلب – فؤاد العجيلي – سهى درويش :
في ظلّ الغلاء الذي يسيطر على الأسواق ، وعدم تناسب الأسعار مع القدرة الشرائية ، باتت البسطات ملاذاً للمستهلك، ولاسيما من ناحية الأسعار التي تعتبر منخفضة عن أسعار ذات السلع في المحلات التجارية ، كون الأخيرة مكلفة بضرائب ورسوم مالية وبلدية ، إضافة إلى رسوم كهرباء ومياه وخدمات وغيرها من الرسوم التي يتم تنزيلها على تكلفة السلعة المراد بيعها ، بينما البسطات لاتتحمل كلّ هذه التكاليف ، وبالتالي فإن أسعارها منخفضة عن مثيلاتها في المحلات التجارية .
أسعارها مخفضة
“الثورة “جالت على العديد من أسواق البسطات في حلب ورصدت آراء المواطنين ” المستهلك من جهة والبائع من جهة أخرى ” حيث أكد ” عبد الله ” من ذوي الدخل المحدود أنه يقصد سوق البسطات من أجل أسعارها المخفضة بينما تشير ” سعاد ” ربة منزل :إن تموضع البسطات وتنوعها في مركز ” باب جنين ” يسهم في تأمين جميع مستلزمات العائلة بأسعار رخيصة ، خاصة وأن بعض البائعين يتفنن في عرض السلع الأمر الذي يشكّل عامل جذب للمستهلك .
و يؤكد العامل ” محمد ” أن معظم السلع المعروضة في البسطات تنقسم إلى قسمين ” جديد ومستعمل ” والمواطن يختار أي نوع يريده وأضافت ” أم حسن ” موظفة أنها تشتري الأدوات المنزلية ” البلاستيك والألمنيوم والستانلس ” من البسطات كونها أرخص بكثيرمن مثيلاتها .
بينما نجد أصحاب البسطات يعيشون في حيرة من أمرهم ” هنا مسموح البيع وهناك ممنوع البيع ” مطالبين تنظيم عمل البسطات وترخيصها وإيجاد أسواق منظمة تحفظ حقّ كلّ الأطراف مجلس المدينة من جهة والبائع من جهة ثانية والمستهلك من جهة ثالثة ، مشيرين إلى أنهم يرضون بهامش ربح بسيط كونهم لايتكلفون بأي مبالغ إضافية ، مجددين مطالبتهم ترخيص البسطات لقاء رسوم تدفع بشكل نظامي إلى مجلس المدينة .
ساحات منظمة
عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب رئيس لجنة الأسواق سمير إبراهيم كوسان أشار إلى أن البسطات أصبحت مطلباً شعبياً كونها تؤمن فرصة عمل للعديد من الشباب من جهة وتؤمن حاجيات المواطنين بأسعار منخفضة من جهة أخرى ،ولكن ضمن أسواق وساحات منظمة ، لافتاً إلى ضرورة التنسيق مع مجلس مدينة حلب من أجل تخصيص ساحات وأسواق لتكون حاضنة للبسطات في العديد من أحياء المدينة ومركزها ، مشيراً إلى أن العديد من الدول توجد فيها أسواق وساحات للبسطات ولكن بشكل منظم يحافظ على جمالية المدينة
المساحات المرخصة
مدير الأملاك في مجلس المدينة رياض اللافي أوضح أنه توجد لدى المجلس مصفوفة عمل لتنظيم واقع البسطات في المدينة كونها أصبحت حاجة داعمة لاقتصاديات الأسرة ، ومن شأنها توفير فرص عمل .
وكشف عن وجود بدائل للأسواق العشوائية ، حيث يتم تنظيم أسواق شعبية في مركز المدينة والأحياء ، إضافة إلى منح رخص إشغال رصيف في منطقة باب جنين وغيرها من المناطق ، وهذا بحدّ ذاته يسهم في تحقيق إيرادات ودخل لمجلس المدينة ، وينظم عمل هذه البسطات .
ودعا اللافي أصحاب البسطات إلى التقيد بالمساحة المرخصة وعدم التعدي على حرمات الشوارع وممرات المشاة وخاصة على الأرصفة .
و طالما أن الجانب الاقتصادي أصبح الهم الأساسي للمواطن ، فيبقى الأمل بتنظيم عمل البسطات بعيداً عن العشوائية ، وبما يحقق العدالة لكلّ أطراف المعادلة ” مجلس المدينة – البائع – المستهلك ”
تصوير خالد الصابوني