التوثيق صون للتراث

الملحق الثقافي- ياسمين درويش:
لكل منا خصوصيته وصفاته التي تميزه وكذلك الشعوب والأوطان، وكما أن لكل إنسان بصمة يده التي تميزه عن سائر البشر، فإن لكل مجتمع من المجتمعات خصوصيته التي تتضمن تراثه المادي واللا مادي وإرثه الحضاري وهي بمجملها تعطي البصمة المميزة له.
وقد دأب الحكام والملوك على توثيق وتأريخ أعمالهم وبطولاتهم عن طريق القصائد الشعرية وخير مثال على ذلك أننا لا نزال نتناقل أخبار بطولات سيف الدولة الحمداني حتى يومنا هذا معتمدين على قصائد أبي الطيب المتنبي.
كذلك قام البناؤون في سالف العهود بتوثيق اسم الحاكم الذي تم تشييد البناء إبان حكمه عن طريق النقوش الحجرية التي كانت تعتبر تزيينية إلى جانب كونها توثيقية، وما الكتابات الحجرية بخط الثلث على واجهة جامع الفردوس الذي يوثق بناءه في عهد الملكة ضيفة خاتون إلا خير مثال على ذلك.
وكذلك ساهمت الرنوك(الرموز الخاصة بكل حاكم) كثيراً بتوثيق زمن الأبنية، وهوية بانيها.
وقد وصلنا توثيق للبطولات القديمة بشكل قصص محكية تناقلتها الأجيال إلا أنها وصلت للأسف مبالغ فيها، وتصلح أن تكون أسطورة أكثر كونها مجرد توثيق لحادث ما.
وفي القرن العشرين عمد المؤرخون إلى توثيق الكثير من العادات والأمثال الشعبية والأزياء الفلكلورية على اعتبار أنها تراث لا مادي من الواجب الحفاظ عليه من الضياع، كما دأبوا على توثيق ما مر في البلاد من أحداث كالحروب والكوارث الطبيعية على اعتباره نوعاً من التأريخ.
ومن المؤرخين الذين أدركوا مبكراً أهمية التراث اللامادي الذي يربط الفرد بماضيه، ويؤكد هويته وانتماءه لوطنه هو العلامة خير الدين الأسدي الذي حفظ معظم تراث مدينة حلب اللامادي في موسوعته المكونة من سبعة أجزاء.
ومع ظهور المذياع والتلفزيون برزت البرامج الوثائقية بكافة أشكالها والتي حفظت الكثير من التراث الوطني موثقاً بالصوت والصورة يرافقه أحياناً رأي الباحثين والمؤرخين، وأرشيف التلفزيون العربي السوري يزخر بالكثير من تلك البرامج ومن أهمها برنامج (من ذاكرتنا الشعبية).
ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي صار التوثيق متاحاً بالصوت والصورة على نطاق واسع، إلا أنه قد يكون منفذاً بأيدي غير الاختصاصيين أو بأيدي بعض المراهقين، فيأتي التوثيق مشوهاً وساذجاً، مملوءاً بالمعلومات التافهة والأفكار البدائية.
وعلى ذلك فإن من الواجب على كل فرد منا الاعتزاز بتراث وطنه والحفاظ عليه بشتى الوسائل، وعلى المختصين استخدام كل الطرق في التوثيق كتصوير الأفلام الوثائقية والصور الفوتوغرافية، والكتب والمقالات التي تعنى بالتوثيق وغيرها كثير.
          

العدد 1147 –  13-6-2023

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر