الثورة- إخلاص علي:
بعد وضع عدد من محطات الرصد الزلزالي في الخدمة وردت تساؤلات عديدة من المواطنين عمّا يمكن أن تقدمه هذه المحطات؟ وهل يُمكن أن تعطينا معلومات دقيقة قبل وقوع الزلزال لأخذ الحيطة والحذر؟ وخاصة بعد وضع محطة القطيلبية (ريف جبلة) للرصد الزلزالي بالخدمة ومحطتي متن الساحل للحركات السريعة والخفيفة.
تقلل من الخسائر
للإجابة عن التساؤلات التقت الثورة مدير عام المركز الوطني للزلازل الدكتور رائد أحمد الذي أخبرنا بأن محطات الرصد الزلزالي هي الخطوة الأولى لإنشاء محطة الإنذار المبكر التي من شأنها أن تقلّل وقوع الخسائر البشرية والمادية.
شروط
وتابع أحمد: حتى نكون قادرين على إنشاء محطة الإنذار المبكّر يجب أن يتوفر لدينا ثلاثة شروط، أولها وجود محطات الرّصد الزلزالي على غرار المحطات الموضوعة بالخدمة حالياً، ثانيها السرعة الفائقة في نقل البيانات الزلزالية من المحطات للمركز «النقل الفضائي»، وثالثاً التحليل الأوتوماتيكي للحدث الزلزالي.
ربط
وأضاف: أنه يمكن ربط المناطق الصناعية والمنشآت الحيوية والنفطية وغيرها بهذا النظام الذي يعتمد على الفرق الزمني بين وصول الموجة الأولية والثانوية، ما يتيح التحكم الآلي بهذه المنشآت من حيث إيقاف الكهرباء والغاز أو إيقاف المنشأة كلياً عن العمل بغية التخفيف من الخسائر البشرية والاقتصادية قبل وصول الموجة الثانوية التي تسبّب الدمار والحرائق.
قاعدة بيانات
ونوه إلى أن إنشاء المحطات يؤدي إلى قاعدة بيانات دقيقة أي معلومات هندسية أدق وبالتالي عامل أمان زلزالي أعلى.
الدراسة الزلزالية
وحول توظيف البيانات الناتجة عن محطات الرصد لفت مدير عام المركز إلى أن البيانات مهمة جداً للقطاع الهندسي والانشائي، فعندما نريد إقامة منشأة يجب أن تكون لدينا دراسة زلزالية عن التراكيب الجيولوجية كي لانبني منشآت على فوالق وتراكيب غير مستقرة، مشيراً إلى أن البيانات ضرورية أيضاً لمعرفة طبيعة الأرض وبالتالي تحديد مواصفة البناء ومدى مقاومته للزلازل، كما يمكن أن تشكّل مورداً مادياً عبر بيعها أو تبادلها مع الدول والشركات، باعتبار أنه لا أحد يقيم استثمارات كبيرة دون أن يكون لديه دراسة زلزالية للموقع على عكس المتّبع لدينا بحيث يتم الاكتفاء بدراسة هندسية.
تعاون مع إيران والجزائر
وفيما يخص آفاق التعاون مع الدول العربية لتطوير عمل وبرمجيات المحطات بيّن أحمد أنه تمّ توقيع اتفاقية مع المركز الدولي للزلازل في الجزائر وسيتم تفعيلها بعد اتخاذ الإجراءات المطلوبة عن طريق البعثات الدولية، إضافة لتوقيع اتفاقية مع إيران بهدف التدريب والتأهيل وتقديم كل التجهيزات والبرمجيات من الجانب الإيراني للمركز الوطني في سورية.