أولى بوادر تنفيذ الاتفاقيات السورية الإيرانية.. ترميم وتأهيل 20 معملاً في قطاعات النسيجية والهندسية والكيميائية والغذائية
الثورة- وفاء فرج:
بينت معاون وزير الاقتصاد لشؤون التنمية الاقتصادية رانيا أحمد في تصريح للثورة إلى أن الاتفاقيات مع الجانب الإيراني تشمل قطاعات مختلفة وليست فقط ذات طبيعة اقتصادية، فهنالك اتفاقيات في مجالات التعليم والتربية والثقافة والصحة والسياحة والشؤون الاجتماعية والقضائية والتنمية الإدارية وغيرها.
وتتابع أحمد.. أما بالنسبة للجانب الاقتصادي فهو لا يتضمن الجانب الاستثماري فقط، وإنما أيضاً الجانب التجاري في ضوء أهمية العمل على زيادة حجم السلعة المتبادلة بين البلدين بما يلبي احتياجات كل منهما، وبما يشجع على استمرار العملية الاستثمارية والإنتاجية بطريقة غير مباشرة.
النتائج قريباً
وعلى الصعيد الاستثماري بينت معاون وزير الاقتصاد أن الاتفاقيات الموقعة تتعلق ببعض المشاريع القائمة أو قيد التأسيس ضمن التعاون بين الجهات الحكومية السورية والعمل جار حالياً على تنفيذها وهي ضمن المتابعة المستمرة ولاسيما ما يتعلق منها بمشاريع الكهرباء، إضافة لاتفاقيات تتعلق بتهيئة البيئة المناسبة لتحفيز الاستثمار الخاص من كلا البلدين بالشكل الذي يساهم في تذليل العقبات المتعلقة بمشاكل التحويلات المالية والتأمين والشحن والحد من ارتفاع تكاليف مستلزمات انطلاق المشاريع الاستثمارية، وهي أيضا قيد المتابعة ومن المتوقع تلمس نتائج بعضها قريباً.
الربط الشبكي
من جانبه أبدى عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية السورية الإيرانية الدكتور محمد عمار دلول تفاؤله وسط التوقعات بتطور حركة المبادلات التجارية مع الدول العربية بنسبة أعلى في الاستثمارات البينية، حيث تظهر أهمية ما أنجزته سورية حتى اليوم في إطار إستراتيجيتها الوطنية للتحول الرقمي وسعيها لتعزيز التجارة الإلكترونية، ولاسيما أن الإستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات التي اعتمدتها قمة جدة، تقوم على ضرورة تحسين خدمات الاتصالات وتطوير بنية الشبكات والربط البيني.
ويتابع دلول وفقاً لمقتضيات المرحلة الحالية فإن الأمر بات يتطلب استعداد سورية أكثر من غيرها من الدول العربية لتلبية متطلبات هذه الإستراتيجية، بسبب مفاعيل العقوبات القسرية أحادية الجانب عليها وهذا ربما يلقى تخوفاً من قبل المستثمرين من الخارج، لكن سورية لديها الكوادر الوطنية والخبرات التي تؤهلها لإطلاق المنصات الخاصة بالتجارة والمولات.
تنعكس واقعاً
دلول أكد أن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية بدأت تنعكس على أرض الواقع في كل قطاع على حدة حيث بدأت الشركات تتدفق للعمل تنفيذاً للاتفاقيات وأولها ضمن قطاع الكهرباء بخط ائتماني جديد لتطوير وإعادة صيانة المحطات الكهربائية القديمة مع شركات ايرانية، وقريباً سيتم وضع محطة الرستين باللاذقية في الخدمة، وكذلك في الاتصالات وفي الزراعة تم الاتفاق على مشاريع استثمارية لتطوير الأمن الغذائي بين البلدين وأيضاً الاستشعار عن بعد.
شركات تطوير عقاري
وبين أنه ثمة شركات تطوير عقاري دخلت للعمل على الأرض، والعمل جار لتطوير الغرفة السورية الإيرانية بالتشاركية مع الجانب الإيراني، وتأسيس بنك سوري إيراني مشترك لتسهيل الحوالات، منوهاً بأن دور غرفة التجارة السورية الإيرانية الإشراف على تنفيذ الاتفاقيات بما فيها تطوير الشحن البري عبر العراق إلى إيران، والجانب الإيراني يقوم حالياً بالتفاوض مع نظيره العراقي بهذا الشأن لتفعيل العمل بهدف التخفيف من أعباء تبديل السيارات والجمركة على الطرقات بما يسهل عملية تدفق السلع بشكل انسيابي.
توسيع السياحة
وأضاف إن العمل جار على توسيع نطاق السياحة من خلال زيادة عدد الحجاج والزوار الإيرانيين والعكس صحيح باتجاه السياحة الترفيهية إلى إيران كاشفاً عن استثمارات ايرانية بدأت من حلب ب ٢٠ معملاً من المعامل والتي تم تدميرها من قبل التنظيمات الارهابية، وهذه المعامل تشمل القطاعات النسيجية والهندسية والكيميائية والغذائية، وكذلك بدمشق ثمة شركات إيرانية تبحث عن شركاء سوريين للمباشرة بالعمل، وخلال معرض بيلدكس وجدنا الكثير من الشركات الإيرانية بقطاع التكنولوجيا والبناء والإعمار وكلها تبحث عن فرص استثمارية.
المنصة الإلكترونية
وأشار إلى وجود اتفاقيات لتطوير التعاون من خلال الغرف لمساعدة التجار على التواصل منوهاً أن المنصة الإلكترونية التي أطلقت مؤخراً تعمل على تعبئة الداتا من بيانات ومعلومات عن الشركات الصناعية والتجارية والشحن وداتا عن القوانين والتشريعات السورية والإيرانية، وخاصة بعدما أصبحت الجمارك صفر ومعرفة المواد المسموح استيرادها بين البلدين بحيث يتم إطلاقها بشكل نهائي لتسهيل التبادل التجاري وتطويره وضبطه بما يمكن التخلص من أي حالة احتيال وذلك من خلال تقييم المعلومات ومدى صحتها عن هذه الشركات فهذه الداتا كلها باللغة الفارسية والعربية.
ونوه دلول إلى وجود خطة لتطوير المعارض والمؤتمرات في الغرفة بين الجانبين السوري والإيراني على أن يكون هنالك مؤتمرات في كلا البلدين لتشجيع التبادل والعمل جار لتطوير الشحن الجوي وسيكون حركة أسهل لنقل البضائع المحدودة الكمية والمتعلقة بموضوع النماذج المشاركة في المعارض.
توازن الكفة التجارية
عضو غرفة التجارة السورية الإيرانية أكد أن الغرفة ستقوم على تعديل خطتها السنوية بما يتناسب مع ما تم الاتفاق عليه بعد زيارة الرئيس الإيراني إلى سورية ووضع خطة للمساعدة على التبادل التجاري مبيناً أن الميزان التجاري حتى الآن بين البلدين يحتاج للتوازن خاصة وأن التبادل التجاري ترجح كفته لصالح الجانب الإيراني.