كلما كثفت أميركا و”ناتو” عربدتها ,ضخهما التسليحي للنازيين الجدد في كييف، وأمعنا في صب البارود المشتعل وحتى المحظور النووي من يورانيوم منضب على نار الحرب لتتأجج أكثر، كلما بان عمق هوة هزيمة النظام الأوكراني بعد إعلانه هجوماً مضاداً عاد عليه بإخفاقات وخسائر كبرى، واتضح مأزق أميركا وحلفها الأطلسي بعد تأكدهما بالبراهين والمعطيات المثبتة على الأرض أن الخرائط الميدانية ترسم بأقلام تفوّق روسيا العسكري رغم كل التحشيد ضدها.
منذ بدء العبث الأميركي بصمام أمان واستقرار أوروبا وإشعال فتيل التوتر وافتعال الحرب الاوكرانية كانت الغاية الأميركية ولم تزل، عدا عن شلّ الاقتصاد الأوروبي، استنزاف روسيا وجيشها وإضعاف قدراتها الدفاعية، الأمرالذي جاء وبعد مرور أكثر من عام على الرهان العقيم معاكساً لاستطالة أوهام أميركا، حيث فرضت روسيا جغرافيا انتصاراتها الميدانية وتلاشت خطوط وهم العملية المضادة الحالية التي ينفذها “مهرجو كييف الدمويون” رغم مليارات الدولارات التي تضخ أميركيا وأوروبا على تسليحهم وتدريبهم ورفدهم بأقوى الإمكانات.
“أميركا ليس لديها حلفاء بل خدم” بهذه العبارة وصف الرئيس فلاديمير بوتين طبيعة علاقة واشنطن بأدواتها التي تزج بهم حطباً في أفران مصالحها، وتدوس عليهم باستخفاف وعنجهية إذا ما انتهت مهامهم الوظيفية أو استدعت منفعتها المرحلية ذلك، وذلك مثبت تاريخياً أن لا موثوقية ومصداقية ولا ديمومة للأميركي في تحالفاته وشراكات إرهابه.
بعيداًعن مشهد الأحداث في أوروبا وتجلياته ودلالاته القوية وقريباً من المشهد الكثيف الذي بدأت خيوط إشراقته في منطقتنا تتضح أكثر من أي وقت مضى بأن عقد السطوة والإرهاب الأميركي بدأت تنفرط وتتشظى حلقاته، وبساط الأحادية القطبية بات يسحب بقوة من تحت أقدام واشنطن، والمكوث الأميركي الاحتلالي فوق بركان لهب المقاومة الشعبية في الجزيرة السورية هو انتحار معلن على حافة الأوهام الاستعمارية.
فبين الشرق والغرب خرائط الهيمنة الأميركية بدأت تتمزق، وخرائط تحالفات جيوسياسية متينة وقوية أخرى بدأت تتجسد وترسم بأقلام مصالح الدول السيادية ومنفعة شعوبها.
السابق