تشير التوقعات إلى تحسن الموسم السياحي لصيف ٢٠٢٣، خاصة مع إعلان وزارة السياحة أن ٧٢٧ ألف سائح زاروا بلدنا حتى شهر أيار الماضي للتمتع بطبيعته وللتعرف على آثاره وأسواقه قديمها وحديثها وهذا وحده مؤشر خير.
الحكومة ناقشت في جلستها الأخيرة مذكرة وزارة السياحة حول واقع موسم السياحة القادم والإجراءات المتخذة للنهوض بالقطاع السياحي وتنشيط الحركة السياحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة، و أبرز ما طرح ضمن هذا السياق أهمية التوسع بمشروعات السياحة الشعبية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة في هذه المشروعات وتشجيع القطاع الخاص على إقامة مشروعات سياحة شعبية.
ولا بدّ من التوقف ملياً عند مصطلح السياحة الشعبية لأنه الأقرب وربما الأكثر عائدية على صعيد السياحة الداخلية، لكن لو توجهنا لأصحاب الدخول المحدودة وسألناهم عن مدى استفادتهم من السياحة الشعبية ضمن استطلاع رأي لمعرفة نسبة من يستطيع أن يرتاد المنشآت السياحية الشعبية لوجدنا رقماً زهيداً جداً، وأما لمعرفة الأسباب فالأمر بسيط والسبب وحيد ومحصور بضعف الإمكانية المادية على ارتياد حتى مطعم فول وحمص، لأن المعروف عن السوريين استعدادهم في كل لحظة للقيام بنزهة أو ما يسمى سيران.
إذاً ضعف القدرة المادية يتسبب في تراجع حركة ما يسمى بالسياحة الشعبية، فلا دخل كاف ولاتطابق بالتسمية بين السياحة الشعبية ومرتاديها الذين من المفترض أن يكونوا من ذوي الدخل المحدود، و إذا كان هؤلاء غير قادرين على دفع أجور نقل إلى المصايف والمطاعم، فكيف لهم أن يفكروا مجرد تفكير بالسياحة الشعبية؟
لا شك أننا أمام موسم سياحي جيد على صعيد القدوم الخارجي، وهذا يحتاج استعدادات نوعية من خلال الترويج واقامة المهرجانات المتزامنة مع الموسم السياحي وتحسين الخدمة، لكن بالمقابل يجب العمل بكل الطاقات لتحسين قدرة ودخل رواد السياحة الشعبية والداخلية، حتى لا يبقى نقاشها والتشجيع عليها حبيس الطاولة والورق، فهم الأكثر حاجة لهذا النوع من السياحة ودورهم كبير في تشجيع السياحة بشكل عام.