الثورة – ناصر منذر:
تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته بغطاء ودعم كامل من الولايات المتحدة وحلفائها في الدول الغربية، ويشجعها على ذلك أيضا استمرار المجتمع الدولي بصمته عن تلك الجرائم واعتداءاته المتواصلة والتي تصل إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، إذ لايزال المجتمع الدولي عاجزا عن تحويل أقواله إلى أفعال، من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمه بحق الفلسطينيين ومقدساتهم ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي ظل غياب المحاسبة الدولية، أُصيب شاب فلسطيني فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحام مدينة جنين، وفق ما ذكرته وكالة وفا، التي أفادت نقلا عن مصادر طبية وأمنية بأن شابا أصيب بالرصاص الحي في اليد، خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام المدينة، نقل على إثرها إلى مستشفى ابن سينا التخصصي، حيث وصفت حالته بالمستقرة. هذا في وقت داهمت فيه تلك القوات منزل الأسير المحرر عبد رضوان أبو طعيمة من السيلة الحارثية، وفتشته، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عقب عملية تفتيش عدة منازل، دون أن يبلغ عن اعتقالات أو إصابات.
كذلك أُصيب مواطن برضوض، جراء دهسه من قبل دورية عسكرية للاحتلال، وآخرون بالاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم عسكر شرق نابلس.
وذكرت الوكالة نقلا عن مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل، أن طواقم الإسعاف تعاملت مع حالات اختناق جراء الغاز السام المسيل للدموع، خلال اقتحام مخيم عسكر.
في الأثناء أعاقت قوات الاحتلال حركة تنقل المواطنين، على حاجز دوتان المقام فوق أراضي بلدة يعبد جنوب غرب جنين، ومنعت المزارعين من دخول أراضيهم.
وأوضحت الوكالة أن قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المذكور أوقفت المركبات، وفتشتها، ودققت في هويات راكبيها، ما أعاق حركة تنقلهم، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال لاتزال تمنع المزارعين من دخول أراضيهم الواقعة على الشارع الرئيسي الرابط بين جنين وطولكرم ويعبد، بمحاذاة حاجز دوتان، بعد إغلاقها بالسواتر الترابية.كما كثفت قوات الاحتلال أيضا من تواجدها العسكري، ونصبت الحواجز المتنقلة في محيط بلدة يعبد وقراها.
يشار إلى أن قوات الاحتلال جرفت أمس وقبل أيام أراضي زراعية، وطرقا فرعية مؤدية إلى بلدة يعبد بمحاذاة معسكر “دوتان” والشارع الرئيسي الذي يربط جنين مع طولكرم ويعبد.
على التوازي استهدفت قوات الاحتلال المزارعين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وكالة وفا بأن قوات الاحتلال المتمركزة خلف الشريط الحدودي شرق منطقة الفخاري شرق خان يونس، أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة صوب المزارعين، وأجبرتهم على ترك أراضيهم الزراعية والعودة إلى بيوتهم.
وتتعمد قوات الاحتلال استهداف المزارعين في الأراضي الحدودية شمال وشرق القطاع بشكل يومي، وتمنعهم من الوصول إلى أراضيهم لفلاحتها.
وكان جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون قد واصلوا يوم أمس عدوانهم على الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته، حيث أصيب عدة مواطنين خلال مواجهات وقمع فعاليات ومسيرات، وتم اعتقال العشرات من جنين وبيت لحم، كما جرف الاحتلال أراضي وطرقاً قرب جنين، ونصب حواجز على مدخلي أريحا، فيما أقدم مستوطنون على إطلاق النار صوب المواطنين شمال شرق رام الله، واقتحم آخرون منطقة برك سليمان وأحرقوا أراضي في حوسان بمحافظة بيت لحم.
وفي سياق آخر، قررت لجنة الأسرى في سجون الاحتلال، إعطاء الفرصة لاستكمال الحوار، بعد الاستجابة لبعض المطالب، خلال الجلسة التي عقدت الأربعاء الماضي، وتعليق الإجابة على المطالب الأساسية، حتى جلسة الحوار القادمة مطلع الشهر المقبل.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني في بيان مقتضب، اليوم السبت، أن هذه الفرصة تعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة للاستجابة لمطالب الأسرى العادلة، معربين عن استعدادهم الدائم والجهوزية العالية للحفاظ على حقوقهم.
ودعا الأسرى أبناء الشعب الفلسطيني وكافة المؤسسات الداعمة لقضيتهم، للاستمرار في دورهم الداعم لحقهم بانتزاع حريتهم، وإنهاء هذا الملف الظالم.