تبدو غطرسة الولايات المتحدة العسكرية والاقتصادية إلى زوال حتمي لايمكن تحديد فترة زمنية لهذا الأمر لكن المؤكد أن الخروج من عباءة السيطرة هذه قد بدأ بعد أن تعرت كل أوراق واشنطن ..من إشعالها نار الحرائق في العالم والمسارعة إلى العمل كرجل إطفاء يحصل على أعلى أجر يريده ..
وليس هذا فقط بل تمد الحريق على الجهتين بما تستطيع من زيت يزيد إتقاده ليكون الثمن أعلى.
هذا الذراع العسكري الذي يمثل بلطجة يسانده ذراع اقتصاد الوهم من خلال فرض الدولار كعملة تجارية عالمية ولا شيء يقوم به الأميركي سوى طباعة الدولارات وبيعها للعالم ..
هذا الذراع أيضاً بدأ يضعف ويتلاشى مع التكتلات الاقتصادية العالمية التي بدأت تنسج علاقات التبادل الفعلي غير الوهمي وتعقد الصفقات بالعملات المحلية كما فعلت روسيا والصين وكما تعتزم دول البريكس العمل في المستقبل القريب ..
وكان انعقاد المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ فوراً خطوة مهمة في هذا الاتجاه فقد شهد مشاركة واسعة لوفود أكثر من 100 دولة، سجّل فيها العرب ثقلاً كبيراً وحضوراً مميزاً.
وأشارت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو، بأن حجم المشاركة العالمية في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، دليل على فشل المحاولات الغربية لعزل روسيا.
واشنطن التي لا تقرأ التاريخ ولا تعرف معنى القوة الكامنة عند الشعوب ستبقى تصارع من أجل الحفاظ على هيمنتها العسكرية والاقتصادية ولكن التحولات العميقة التي تتسارع خطواتها وبثقل نوعي تدق مسامير النهاية في نعش هذا الغرور.