الثورة – ريم عبدو:
لا يكاد يمر موسم إلا وينجح الفرنسي كيليان مبابي، نجم فريق باريس سان جيرمان، في تحطيم المزيد من الأرقام القياسية التي ترشحه ليكون من أساطير الرياضة في بلاده، خاصة أنه ما زال صغير السن (24 عاماً)، وبالتالي يمكنه أن يضيف نجاحات إضافية أخرى إلى رصيده الفردي.
وخلال هذا الموسم، أصبح مبابي أفضل هداف في تاريخ باريس سان جيرمان في كل المسابقات، وتوّج هدافاً للدوري الفرنسي للمرة الخامسة توالياً، كما توج هدّافا لمونديال قطر 2022، وحقق غير ذلك من النجاحات التي تجعل منه أفضل لاعب فرنسي في السنوات الأخيرة.
أزمات متكررة
رغم هذه النجاحات الكبيرة رياضياً، فإن مبابي كان بطل أزمات مختلفة، بداية بخلافه مع الاتحاد الفرنسي بخصوص حقوق الصورة ورفضه المشاركة في بعض جلسات التصوير، إلى حين تعديل القوانين، وقد كسب صراعه مع الاتحاد في النهاية بعد أن كسب اللاعب دعماً قوياً.
ثم تسبب مبابي في أزمة ثانية مع إدارة باريس سان جيرمان، عندما احتج على اعتماد صوره في الترويج لاشتراكات الموسم القادمة، وحملات دعائية للنادي ومنتجاته، وهو ما جعل الباريسي يتدارك الموقف ويجد مع إدارة النادي تسوية، والمشكلة أن مبابي نشر تغريدة ليُعبر عن موقفه.
أمّا الأزمة الثالثة، فكانت الرسالة التي وجهها إلى إدارة باريس سان جيرمان منذ أيام، ليؤكد أنه لا ينوي تفعيل بند الموسم الثالث في العقد الذي يربطه بالفريق، رغم أنه لم يكن مجبراً على ذلك، حيث تعتقد بعض الأطراف أنه قام بتسريب الخبر للإعلام من أجل الضغط على إدارة النادي.
مواقف قوية
في المقابل، كان موسم مبابي مميزاً بفضل مواقفه البطولية، آخرها ما ذكره في حوار مع (لاغازيتا ديللو سبورت) الإيطالية بخصوص رفضه المعاملة التي وجدها ليونيل ميسي من جماهير فريقه، وكذلك موقفه بخصوص تصريحات رئيس الاتحاد الفرنسي المستقيل نويل لوغريت بشأن النجم زين الدين زيدان، كما أنّه كان في الخط الأول لمناهضة الانتهاكات العنصرية التي تعرض لها اللاعبون.
هذه المواقف تضع مبابي ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في المشهد الرياضي في العالم في العام الأخير، خاصة أن الدخول في صراعات قوية لم يؤثر في مستواه الفني فهو لاعب مميز يُسجل الهدف بعد الآخر، إضافة إلى قوة شخصيته في التعامل مع المواقف القوية وعدم الهروب من المسؤولية.