من يعُد إلى النحت البدائي، يكتشف أن البشرية احتاجت الى آلاف السنين، حتى تمت خطوات تقديم قدم على أخرى، بعد أن استمر النحات البدائي، ولعدة حقبات، ينحت قدمي الإنسان في استواء تام . كما أن الفنان البدائي رسم على جدران الكهوف ( من أشهرها التاميرا ولاسكو ) الحيوانات التي كان يصطادها، ولم يفكر برسم الطبيعة والعناصر الإنسانية إلا في فترات لاحقة.
كما أن البشرية احتاجت إلى آلاف السنين، حتى أصبح الفنان يوقع أعماله، فالتاريخ القديم يذكر أسماء الملوك، ولم يوثق أسماء أصحاب أشهر الأعمال الفنية والمعمارية الخالدة، حتى إننا لا نعثر على أسماء المهندسين، الذين بنوا الإهرامات. إلا أن الرقي الحضاري أخذ يقاس في فترات لاحقة، بمدى الاهتمام بتوثيق أسماء الفنانين والمعماريين وسواهم ، ولهذا نجد في الفن الروماني، أسماء شهيرة، وفي الفن العربي القديم، توجد أعمال خالدة لأسماء غير معروفة، إلا أن هناك أسماء، بدأت في مراحل لاحقة، تتألق وتسطع في سماء الشهرة، وخاصة رسام المنمنمات يحيى الواسطي، وحتى وقتنا الراهن، لا نعطي أهمية لصاحب الصورة الفوتوغرافية، حيث تنشر، في أحيان كثيرة، من دون ذكر اسمه، فمن غير المعقول أو المقبول، أن يتحمل باحث عناء ومشقة السفر، إلى المتاحف والمعالم السياحية العالمية، وبعد ذلك تنشر صوره التوثيقية، التي التقطها، من دون الإشارة إلى اسمه، كما أن أصحاب الكتب المترجمة، غالباً ما يتجاهلون أسماء المصورين، رغم ورودها في الطبعات الأجنبية الأصلية. والصورة في هذه الحالة تأخذ أهميتها الأساسية، من دقتها وجودتها وندرتها التوثيقية لأمكنة ، ولاسيما إذا كانت غابت أو تكون معرضة للغياب.
السابق