هب أبناؤنا في الجولان المقاوم هبة رجل واحد في مواجهة قوات الاحتلال الصهيوني التي حاولت السطو على أملاك الأهالي من الأراضي الزراعية الخصبة بذريعة وضع توربينات هوائية الأمر الذي يعني فقدان وخروج خمسة آلاف دنم من أخصب الأراضي في الهضبة السورية، وما يشكله ذلك من خسارة للمزارعين والفلاحين في مصادر رزقهم ووسيلة للضغط الاقتصادي على السكان لإخضاعهم لسلطات الاحتلال التي تسعى جاهدة وبكل الوسائل القذرة لطرد السكان من أراضيهم أو إجبارهم على مغادرتها بحثاً عن سبل العيش، وهي السياسة التي لم تنل نصيباً من النجاح بسبب تمسك المواطنين العرب السوريين في الجولان المقاوم بأرضهم وانتمائهم لوطنهم الأم سورية.
وبالعودة لتاريخ الصراع مع العدو الصهيوني منذ ما قبل استزراع الكيان في فلسطين عام 1948 يرى المتابع للسياسة الإسرائيلية أنها اعتمدت منذ ذلك التاريخ على اتباع سياسة طرد السكان الأصليين أصحاب الأرض، وجلب قطعان المستوطنين وتوطينهم بدلاً منهم عبر إقامة المستعمرات والمستوطنات، وبما يخالف كل القوانين والأنظمة والشرائع الدولية، والهدف من وراء ذلك تهويد الجغرافية الفلسطينية وتحويل بؤرة الاستيطان الصهيوني إلى كيان يهودي خالص لا وجود فيه لغيرهم من هنا كان تمسك السكان الأصليين بأرضهم في كل ما احتل من أرض عبر عشرات السنين هو الأسلوب الصحيح والفعل المقاوم الذي لا يجاريه فعل آخر سوى المقاومة المسلحة والرفض الشعبي من هنا كان فشل سلطات الاحتلال خلال عقود الصراع واضحاً بدليل تمسك الفلسطينيين وأبناء الجولان بأرضهم وعدم مغادرتها بعد احتلالها، وهو ما أزعج العدو الصهيوني، وأفقده صوابه وأفشل استراتيجيته القائمة على تهويد الأرض ومن عليها وكل ما يمت لهوية الشعب الفلسطيني وتاريخه وانتمائه.
إن ما قام به أهلنا في الجولان المقاوم وما سبقه من مواجهات بين سلطات الاحتلال وأهلنا في غزة والضفة الغربية وأراضي 48 يؤكد وحدة ساحات المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني الأمر الذي يقلقه، ويحول دون اتباعه تلك السياسات العدوانية، ويحد من غلوائه وتغوله في الاعتداء على حقوق أبناء الشعب العربي الفلسطيني وأهلنا في الجولان المقاوم، فوحدة الساحات تسقط السياسة التي طالما اتبعها، وهي سياسة فرق تسد وفك الارتباط بين أبناء الجغرافية الواحدة إضافة لسياسة العزل التي يتبعها بهدف تطويق ومحاصرة أو احتواء الفعل المقاوم وهي السياسة ذاتها التي اتبعها في مواجهته لمحور المقاومة واستثماره في التنظيمات الإرهابية والمتطرفة لتقوم بذات وذلك الدور.
إن ما جرى في الجولان المقاوم وما وجده من تفاعل في باقي الأراضي المحتلة وحجم التأييد الشعبي الذي حظي به من أبناء الوطن والمسيرات والوقفات التي حصلت في كل محافظات القطر عكس حقيقة أن الفعل المقاوم يحقق الوحدة الوطنية وأن الشعب عندما يقول كلمته لا يستطيع أحد مقاومته أو الوقوف في وجهه، وهنا تبرز قضية مواجهة قوات الاحتلال التركي والأميركي وعملائهم من خلال المقاومة الشعبية التي يجب أن تتحرك وتتنامي وتجد كل أسباب الدعم العسكري والمادي ليستكمل الانتصار السوري وتتوجه كافة القوى بأشكالها المختلفة لتحرير الجولان وطرد العدو الصهيوني منه وصولاً لتحرير فلسطين كامل فلسطين وتعود لأصحابها الشرعيين.