الثورة – لميس علي:
كلّما قرأنا خبراً عن الإمكانيات المتزايدة التي يُوجدها الذكاء الاصطناعي أمامنا.. تذكّرنا أنها كانت في عداد الأشياء الخيالية فيما مضى.
يبدو أن هذا الذكاء يشبه مسلسل “الأنيميشن” الذي اعتدنا متابعته أيام الطفولة: (باربا الشاطر أعظم ساحر)..
اليوم تأتي “ميتا” بخبرٍ جديد عبر طرحها ميزة صناعة الصور الفوتوغرافية عن طريق الذكاء الاصطناعي قريباً.. والخبر ذاته ورد بصيغة ثانية هي (ميتا تطرح ميزة إنشاء صور من النص عن طريق الذكاء الاصطناعي قريباً)..
و”أضافت الشركة أن النموذج الجديد يستخدم المعرفة السابقة عن العالم ليكمل الأجزاء المفقودة من الصور”..
ألا يذكّر ذلك بالطريقة التي تعتمدها مراكز التحقيقات حين تطلب مشتبهاً به، فتأتي بأشخاص يصفونه ليقوم رسامٌ بوضع صورةٍ له بناء على توصيفهم..
تخيّل.. أن ما كنا نراه خيالاً في وقت ليس ببعيدٍ، يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيقه..!
وكأنه الفانوس السحري.. أو مصباح علاء الدين والمارد العملاق، لهذا العصر.
هل يعني ذلك أن نحتفي بإيجابياته ونغفل عن سلبياته..؟
فكمّ الأخبار الواردة عن إمكانياته المتصاعدة تُطرح يومياً بطريقة احتفالية تمنح المتلقي وهماً بجماليات قادمة..
ماذا عن مساوئ الأمر..؟
ولمَ لا يتم تداول أخبار تتناول الجانب السلبي، كما يُفترض..؟
مؤخراً قدّم الأب الروحي للذكاء الاصطناعي “جيفري هينتون” استقالته من عمله في (غوغل) بسبب مخاوفه من الأضرار التي قد يتسبب بها الذكاء الاصطناعي.
وكان “هينتون” أحد الذين عملوا على منتجات متعددة، أحدها تطوير روبوتات الدردشة القائمة على تقنيات ال(Gpt).
وبحسب إحدى المقابلات التي أجريت معه في صحيفة “نيويورك تايمز” ذكر “هينتون” أنه استقال من عمله في (غوغل) حتى يستطيع التحدث بحرية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي.. وعبّر عن ندمه الشديد لمشاركته في أبحاث تطوير الذكاء الاصطناعي.
يرى العديد من المطلعين على صناعة (الذكاء الاصطناعي، Artificial intelligence) وجود خطر لربما يصبح من الصعوبة الحدّ منه مستقبلاً.. لكن الإضاءة على رأي هؤلاء تبقى محدودة، أمام سلطة وسيطرة رأس المال المنتج لهذه التقنية.
آراء المحذرين تذكّرنا بأفلام تحدّثت عن تقنية الذكاء الاصطناعي ال( AI ) وتمدّد تأثيرها..
مثلاً فيلم (الذكاء الاصطناعي، AI) يتطور فيه الروبوت لدرجة تصبح لديه مشاعر إنسانية..
أما فيلم (إكس ماكينا، Ex machina) فيتمرد فيه الروبوت على موجده ويستطيع نهايةً الهروب من سيطرته..
يتطور الأمر بشأن المخاوف من تعاظم دور الروبوتات في فيلم (أوتوماتا، Automata) حيث يصبح تطورها تلقائياً وتقوم بإصلاح نفسها بنفسها..
ويبدو أن هذا الأمر ليس بالمستحيل، ولهذا أعلن “هينتون” مخاوفه..
فالذكاء الاصطناعي يتطور تلقائياً.. ولنا أن نتخيّل حجم المساحة التي سيحتلها مستقبلاً.. واضمحلال الدور “الآدمي” بالمقابل..
فهل سيبقى فعلاً بين يدينا.. أم سينقلب علينا.. ونصبح نحن بين يديه..؟