” أنتي وور”: حروب  أميركا القذرة

الثورة – ترجمة ختام أحمد:

تعيش أمريكا وتزداد قوتها على فكرة أن “العالم ساحة معركة”، وبقدر ما أثبتت حروب العراق وأفغانستان واليمن وما يسمى “الحرب العالمية على الإرهاب” أنها كارثية، إلا أن الأمر سيكون أسوأ بكثير إذا انتهى الأمر بأمريكا في محاربة روسيا أو الصين في “حرب باردة / ساخنة جديدة”.
كشف الصحفي الاستقصائي جيريمي سكاهيل عن المقاول العسكري الخاص للولايات المتحدة الأمريكية “بلاك ووتر”، واعتبر أن “الحروب القذرة” التي تخوضها الولايات المتحدة تعد جزءاً من “حربها العالمية على الإرهاب”، ليس فقط في العراق وأفغانستان، ولكن أيضاً في الصومال واليمن وسورية.
إن تطور السياسات والإجراءات الأمريكية “لمكافحة الإرهاب” لاسيما صعود قيادة العمليات الخاصة المشتركة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، ما هي سوى تجاوزات واضحة وانتهاكات صريحة للقانون الدولي وهيئة الأمم المتحدة وقوانين هيومن رايتس ووتش في حماية الإنسان.
الحروب القذرة هي الأكثر أصالة في عرضها التفصيلي للسياسة الأمريكية، وسعت وسائل الإعلام والجيش الأمريكيين بعد 11 أيلول إلى ضخ الكثير من الأخبار الكاذبة وتعبئة الجمهور الأمريكي على فكرة أن هناك دعاة راديكاليين في العالم الإسلامي يعملون على “الجهاد” ضد أمريكا، وذلك لتبرر الحكومة الأمريكية لشعبها نهجها العدواني المفرط تجاه العالم الإسلامي، بما في ذلك استخدام “أساليب استجواب محسّنة” (قانون التعذيب)، و”التسليم الاستثنائي” (أي الاختطاف)، وهجمات الطائرات بدون طيار التي تسببت في “أضرار جانبية” (قتل الأبرياء)، ويستمرون بالإرهاب ذاته ويدّعون أنهم يريدون إنهاءه.
قرر سكاهيل أن يروي “قصة توسع الحروب الأمريكية السرية، وإساءة استخدام الامتيازات التنفيذية وأسرار الدولة، واحتضان وحدات عسكرية نخبوية غير خاضعة للمساءلة ولا تخضع إلا للبيت الأبيض، واستمرار العقلية التي تقول: إن العالم ساحة معركة لكل من الإدارات الحاكمة لأمريكا من الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي.
من وجهة نظر سكاهيل، كان العنف المفرط للسلوك الأمريكي في الحرب على الإرهاب هو الذي حوّل البعض من مسلمين معتدلين إلى متطرفين ضد أمريكا، ويقول: إن النصر في مثل هذه الحرب غير قابل للتحقيق، وذلك على وجه التحديد لأن العمليات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية تزيد من سوء مشكلة الإرهاب بدلاً من حلها، وخاصة خلال إدارتي جورج دبليو بوش وأوباما، فمع انتهاء عمليات الانتشار العسكرية واسعة النطاق في العراق وأفغانستان، صعدت الولايات المتحدة في وقت واحد من استخدامها للطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وغارات العمليات الخاصة في عدد غير مسبوق من البلدان، وأضاف: لقد أصبحت الحرب على الإرهاب نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها.
السؤال الذي يجب على جميع الأمريكيين طرحه على أنفسهم، ولا يزال باقياً مؤلمًا: كيف تنتهي  مثل هذه الحروب وفي أي وقت؟.
ستمتد هذه الحرب “على الإرهاب” إلى الجبهة الداخلية من خلال التنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي، والاعتقالات الجماعية للعرب والباكستانيين وغيرهم من المهاجرين المسلمين، والتراجع الهائل عن الحريات المدنية للمواطنين الأمريكيين. لذلك، يقومون بتفكيك الديمقراطية والتلاعب بالبيروقراطية للرقابة والمراجعة القانونية التي تم بناؤها على الإدارات المتعاقبة.
كل هذا سيفتح الباب أمام مجموعة من التكتيكات التي تم استخدامها من قبل، ولكن يمكن الآن نشرها على نطاق غير مسبوق: العمل السري، والعمليات السوداء، والسجون السرية، وعمليات الخطف وما يرقى إلى إعادة تسمية شاملة للاغتيالات على أنها ذات قيمة عالية الاستهداف.
في مقابلة أجريت معه مؤخراً، لاحظ سكاهيل أن رئيساً ديمقراطياً يتمتع بشعبية كبيرة، قد توسع، وشدد، وشرع في نظر العديد من الليبراليين، وأشار إلى بعضاً من أفظع جوانب إدارة بوش في مكافحة الإرهاب بما في ذلك ما يسمى ببرنامج القتل المستهدف، لكن كما رأينا كثيراً، إنه برنامج اغتيال، وقد باعت هذه الإدارة فكرة أن هذه حرب نظيفة، وأنها حرب أذكى من التي شنها الرئيس أوباما.
في أفغانستان والعراق واليمن، استخدمت الولايات المتحدة فصائل مختلفة لطرد المعارضين السياسيين من خلال وصفهم بأنهم أعضاء في القاعدة وهم لم يكونوا كذلك، وتلعب هذه القوى دور الحكومة الأمريكية وتنفذ أجندتها باستهداف الأفراد الذين لا نعرف هوياتهم بدون أي دليل على تورطهم في مؤامرات إرهابية أو نشاط إجرامي – وهذا لا بد أن يصنع العشرات من الأعداء الجدد الذين لم يكونوا على عداء ضد الولايات المتحدة.
الحروب القذرة ليست عملاً محسوباً للتاريخ النزيه والهدف من ذلك هو تنبيه الأمريكيين صراحة إلى تعرض حرياتهم الدستورية للخطر بسبب إساءة استخدام حكومتهم للسلطة والممارسة غير المقيدة للقوة العسكرية.

إن القضية الكابوسية التي تطارد صفحاتها هي قضية المواطنين الأمريكيين الذين أعيد تصنيفهم على أنهم أعداء إرهابيون للدولة، ويخضعون للاغتيال بإجراءات موجزة برعاية الدولة.
تستحق تحذيرات جيريمي سكاهيل العاجلة التفكير المتأني والجاد من جانب جميع الأميركيين.
المصدر: أنتي وور

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟