الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
تفتح الباب الزجاجي الداكن، ثم تغلقه مجدداً، تدخل إلى الحجرة الواسعة تفتح التلفزيون، مضى بعض الوقت لم تركز في أي شيء، مجرد أفواه تفتح وتغلق…
عادت إلى الحديقة، تمايل الأغصان الهادئ مع بعض النسمات المنعشة يتخللها حر خفيف يبدو كإعلان عن عودة الصيف، تعتقد أن ذهنها فارغ، لكنه يمتلئ بفكرة وحيدة، مهما حاولت إهمالها تعلق بذهنها أكثر، لا شيء ينفع.
مضى أكثر من شهر…
حين جرها كابوس إلى الدخول مصادفة إلى تلك الغرفة المغلقة أبداً، استغربت كيف تجرأت على الحصول على المفتاح والبحث بين أغراض لم تكن يوماً لها، رجفان قلبها، وتوترها كادا أن يفضيا بها إلى الانسحاب، ولكنها خافت ألا تعثر ثانية على المفتاح.
بينما تقلب في ملفات الكمبيوتر شعرت للوهلة الأولى أنها تضيع وقتها، مجرد ملفات عمل كثيفة، كلها رموز لا تفهم بها، حين دخلت إلى أحد الفولدرات اختلف كل شيء….
بدا لها أنها في ثانية انتقلت إلى حياة أخرى….
فهمت كل شيء، هالها أن نبضات قلبها تكاد تخرج من صدرها وبقيت على هذا الحال ربما أكثر من شهر…
نسيت كيف أعادت كل شيء كما كان، كيف أقفلت الموضوع ولم تشعره بمعرفة أي شيء…
كأن شخصية أخرى تلبستها، هول الصدمة كان مرعباً لدرجة أفقدها كل حواسها، كانت في كل تنقلاتها غائبة عن الوعي تنجز كل شيء بشكل آلي، كل ما تتفوه به مجرد كلام أحمق…
كأنها محنطة، للمرة الأولى في حياتها أدركت كيف يكون الموت على قيد الحياة…
حين رأته للمرة الأخيرة…
أدركت أن ذاتها غادرتها الى غير رجعة…!
العدد 1150 – 4-7-2023