مفاجآت عديدة في فصل اللهيب والحر، فكم هو مفاجئ قطع المياه عن المنازل في درجة حرارة حذرت الأرصاد من وصولها إلى 42 مئوية، وكم هو مفاجئ الحرّ دون حتى مروحة في ظل غياب ساعة متواصلة من الكهرباء عن البيوت في مختلف المحافظات.
ففي غياب أي أمل بتحسن الكهرباء أو عودتها إلى سابق عهدها تشع المطاعم والمراكز التجارية (المولات) بأنوار غريبة عجيبة تختلط بكشافات الليزر التي تستهلك عشر أضعاف الكشاف العادي، ليكون الفارق كبيراً ومؤلماً.
المواصلات كيفيّة.. خاضعة لنظام المقايضة ومدى عراقة الراكب في رياضة كمال الأجسام والملاكمة حتى يكون على قدر المعركة المرتقبة مع سائق الأجرة، ولا يختلف حال الأسواق عن ذلك كثيراً، والأرصفة باتت ذكرى جميلة من أيام الطفولة بعد إحكام البسطات قبضتها على أرصفة المدن، ناهيك عن تحول الكثير منها إلى حق مكتسب لركن السيارات وتطويق كل مساحة منها بعدد من البراميل أو أحواض النبات.. وبالأمر الواقع.
أما المدن الرياضية فحكاية تروى للأطفال قبل النوم في الليل الحالك (إن لم يكن في الشارع من مطعم)، حيث لم يعد من مدينة رياضية بالمعنى المعروف بل باتت مساحة محدودة مطوقة داخل السور بالمطاعم والنوادي الخاصة التي تتبع كلها لماركة واحدة، طبعاً مع ثلّة من الوجوه المعنية بحماية “مكتسبات” المطعم، وهنا لا بد من العراقة في كمال الأجسام أو الملاكمة، وهو بالطبع حال المسابح العامة التي كانت متنفساً للأطفال، فاليوم أضحت كلها مستثمرة من القطاع الخاص طوال السواد الأعظم من اليوم، اللهم باستثناء ساعتين يُحشر فيها الطفل مع البالغ في ذات المسبح علّه يستمتع بالمياه في يوم لاهب الحرارة.. فهل من حلول يُمكن أن تُطرح؟ وهل لحبر النقد والمقترحات والأفكار أن تجفّ بعد أن فقدنا الحلول؟.
التالي