الثورة – عبير علي:
الفنّ لا يقف عند حدود ولا أدوات معينة فمن يمتلك الموهبة يصنع المستحيل ويطوع أي مادة مهما كانت قاسية لخدمة فنه، هذا ما فعله الفنان المبدع نزار شقرا الذي اطلع على تجارب وخبرات متعددة وتأثر بمدارس متنوعة وامتلك أدواته بقوة وارادة فأصبح من السهل عليه تطويع «قرون الماشية» برغم قساوتها، وجعلها أدوات طيعة بين يديه ليصنع منها كل ما يخطر للذهن من مجسمات تمثل أدوات تراثية كعربة الرجاد «عربة لنقل محصول القمح من الحقل إلى البيدر»، إضافة إلى»الحيلان، دولاب مجلخ السكاكين والمقصات، طنبر المازوت، الفانوس»، كما شكل من قرون الماشية لوحات فنية جسد فيها الورود وأعمدة تدمر، واستخدم لذلك تقنيات بسيطة مثل: التسخين على نار هادئة والطلاء باللكر وبعض المواد اللاصقة ومنشار.
اللافت في أعمال شقرا تقديمه لوحات ذات موضوعات اجتماعية بلغة تشكيلية تحكي عن الواقع تفنده وتشرحه، ومثل ذلك لوحة أفعى لها ثلاثة رؤوس وتمثل الفساد المتعدد الأوجه، إضافة إلى لوحة الأمومة المنجزة من قرون الماعز، والتي تجسد معاني الحنان والعطف والمحبة.
ولم يقتصر في أعماله على قرون الماشية فقط وإنما أدخل عليها الخيش والحبل ورقائق من خشب الزان والفلين الطبيعي، إضافة إلى لوحات من أسلاك النحاس وأخرى من رمل متحرك داخل ألواح زجاجية، ومن اللوحات التي أنجزها لوحة الربيع والسنونو المهاجرة.