الثورة – لينا شلهوب:
في خطوة عملية نحو تنمية محلية فاعلة لتفعيل دور المجتمع المحلي في مختلف أوجه التنمية وعلى مستوى الصعد كافة، نظّمت جمعية ومضات الورشة الثانية لها في هذا المجال برعاية من محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى، وبالتعاون مع مجلس مدينة جرمانا، في إطار العمل التشاركي بين المجتمع الأهلي والمجالس المحلية.
وأكدت رئيس جمعية ومضات منال جبر أهمية تحفيز المجتمع الأهلي للمشاركة والتعاون مع المجلس المحلي للوصول إلى تنمية محلية برؤية علمية وتخطيط سليم، الورشة تندرج ضمن مجموعة من المراحل هدفها نشر ثقافة التنمية المحلية، عبر تحليل واقع مدينة جرمانا ودراسته للتوسع والانتقال لمناطق أخرى مستقبلاً.
ونوهت بأنه تم إطلاق منصة إلكترونية للتنمية المستدامة في المدينة، كما بينت أن الورشة التي يشارك فيها عدد من المعنيين في مجال التنمية بجميع أبعادها الحالية والمستقبلية، ليكونوا شركاء في الرأي ضمن فريق عمل متكامل هدفه إنجاح عملية التنمية، تحمل طابعاً تقنياً يحدد إحصاءً تقريبياً لعدد السكان الحالي في مدينة جرمانا، (عبر احتساب ومقاطعة عدد من المؤشرات)، وتحديد موارد مدينة جرمانا بمختلف أشكالها والميزات التنافسية العديدة المتوافرة فيها (واحتياجات المدينة بشكل تقريبي)، وما تم إنجازه حتى الآن، وما هو متوقف ويحتاج لقرار بالاستئناف، إضافة للفرص الاستثمارية فيها وإمكانية اعتبارها منطقة تنموية استناداً إلى أحكام قانون الاستثمار رقم ١٨ لعام ٢٠٢١، بما يسبق ذلك من إعداد دراسة اجتماعية واقتصادية شاملة للوضع الراهن، وما يتبعه من إعفاءات ضريبية جاذبة للاستثمارات تصل إلى حتى ٧٥٪ لمدة عشر سنوات)، ما يسهم بحل عقدة التمويل للمشاريع التنموية، وتحليل مدى كفاية التمثيل المحلي الحالي في لجنة التنمية المحلية المشكّلة في المدينة، ودراسة فيما إذا كان هناك حاجة لتوسعة اللجنة الحالية، لتحقيق فعالية أكبر ومشاركة أوسع، من المجتمع المحلي، والمدد الزمنية اللازمة لتوسيعها ولتدريبها ولقيامها (بالتعاون مع من تحتاجه من خبراء واختصاصيين) لإجراء دراسة الواقع الراهن اقتصادياً واجتماعياً وتقييم الاحتياجات، ومن ثم وضع خطة التنمية المحلية للمدينة وتذليل العقبات والإشكالات القانونية والإدارية الحالية التي تعوق تمكين المجالس المحلية من تحقيق التنمية المحلية، والمتطلبات التشريعية والتنظيمية لنجاح مشروع التنمية المحلية في مدينة جرمانا (وغيرها من المدن لاحقاً)، مع تقديم مقترحات التعديل اللازمة تمهيداً لعرضها على الجهات المختصة.
وبين مدير التنمية المحلية في محافظة ريف دمشق أحمد كنعان أنه لابد من بناء الإنسان أولاً لأنه أداة التنمية وغايتها، لذلك تأتي أهمية الاستثمار في مختلف المجالات بغية تحقيق التنمية، وتحقيق الإنصاف والشمولية، وبحسب هذه الرؤية، فإن هدف التنمية ليس زيادة الإنتاج فحسب، بل تمكين الناس أيضاً من توسيع نطاق خياراتهم، وليملكوا المفاتيح لمخزون العالم من المعرفة.
بدوره رئيس مجلس مدينة جرمانا كفاح شيباني لفت إلى العمل على مجموعة من المشاريع التنموية في المدينة، لتحسين نوعية الخدمات المقدمة بمختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية الورشات التي تتم إقامتها لجهة وضع رؤية واضحة للعمل ومعرفة الاحتياجات والمشاريع الممكن تقديمها للنهوض بالخدمات المقدمة في المدينة.
من جانبه الخبير التنموي ماهر رزق أكد أهمية التركيز في المرحلة القادمة على استثمار المناطق الصناعية والحرفية بشكل عام ومدينة جرمانا بشكل خاص، بما يسهم بتوفير فرص العمل واستثمار الموارد الموجودة بشكل كامل.
وكانت هناك مداخلات هامة لمدير المرصد الوطني بهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة محمد قاسم طه ولمديرة مدرسة نزار الحلبي وعضو مجلس المدينة رحاب مرشد عن واقع التعليم بجرمانا، وحول تحليل المخطط التنظيمي الحالي وعيوبه ومقترحات للمهندس ثائر أبو رسلان مدير التدقيق الفني في الشركة العامة للدراسات الهندسية، ودراسة توسع المخطط التنظيمي لمدينة جرمانا ومزايا المدينة للمهندس رياض مراد مدير تخطيط المدن والضواحي في الشركة العامة للدراسات الهندسية والفرص الاستثمارية وفق قانون الاستثمار والأنسب منها لجرمانا لندى لايقة مديرة الدراسات والخارطة الاستثمارية في هيئة الاستثمار السورية المناطق الصناعية والحرفية والسياحية وحاضنات الأعمال للخبير التنموي ماهر رزق وأخيراً للمهندس فراس عصفور مدير المشاريع المكانية وتحفيز التنمية في هيئة التخطيط الإقليمي حول المناطق الصناعية.
حضر الورشة ممثلون عن هيئة التخطيط والتعاون الدولي، وهيئة التخطيط الإقليمي، وهيئة الاستثمار، والشركة العامة للدراسات الهندسية، ووزارة الزراعة، ووزارة الإدارة المحلية والبيئة، والمكتب المركزي للإحصاء، وهيئة تنمية وترويج الصادرات، وهيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وغرف الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة في ريف دمشق، ومديريات الشؤون الاجتماعية والعمل، والتربية، والثقافة، وشركة الكهرباء ووحدة المياه بريف دمشق.