الثورة – عبد الحميد غانم:
يستذكر شعبنا بكل فخر واعتزاز، ونحن في رحاب الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري، تاريخاً ناصعاً سطر حروفه رجال بواسلنا الأبطال في مقارعة كل أشكال الاستعمار والعدوان والإرهاب.
أنتم أيها الأبطال – كما قال السيد الرئيس بشار الأسد – تثبتون عاماً بعد عام أنكم حملة الأمانة وحماة الحاضر والمستقبل، والمؤتمنون على ماضي الأجداد الزاخر بمواقف الشمم والكبرياء.
منذ نشأته عام 1945 كتب الجيش العربي السوري تاريخه الوطني بمداد الشهداء وبطولات الجرحى وهمم الأبطال من رجاله.
تاريخ جيشنا الباسل حافل بصفحات مشرقة من النضال المشرف ومعارك البطولة والرجولة التي خاضها دفاعاً عن كرامة الوطن فكان، ولا يزال، معقد رجاء الأمة والقلعة القوية الصامدة في وجه المخطط الغربي الصهيوني لسلخ فلسطين حيث شارك في الحرب لطرد الصهاينة من فلسطين عام 1948.
ورغم حداثة الجيش حينها، يكبر السوريون فخراً بما قام به وينحني إعجاباً أمام بطولة أولئك الضباط والجنود الأوفياء الذين ضحوا بدمائهم في فلسطين.
وبعدما نفذ العدو الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة والغرب الاستعماري عدوانه في1967، واحتل مزيداً من الأراضي العربية سارع جيشنا الباسل إلى الاستعداد والتجهيز لرد العدوان وتحرير ما اغتصب فخاض مع الجيش المصري في السادس من تشرين الأول عام 1973 معركة تشرين التحريرية التي تحطم فيها غرور قوات الاحتلال التي ادعت أنها لا تقهر.
واستكمل جيشنا العقائدي دوره الريادي بمهامه الوطنية والقومية على مستوى الأمة وقدم كواكب الشهداء على أرض لبنان الشقيق في الثمانينات لإيقاف الاجتياح الإسرائيلي وكان عوناً رئيساً للمقاومة الوطنية اللبنانية إلى أن تم تحرير معظم أراضي الجنوب عام 2000 وصولاً إلى هزيمة العدو الإسرائيلي عام 2006.
كما واجه عصابات الكفرة من الإرهابيين في ثمانينات القرن الماضي إلى أن دحرهم ورد كيدهم، ووقف إلى جانب الأشقاء العرب في إعداد جيوشهم ضد الأعداء الخارجيين.
واليوم وبعد أكثر من اثنتي عشرة سنةً من مقارعة الإرهاب على أرض سورية يمضي الجيش العربي السوري في ذكرى تأسيسه أقوى وأكثر تصميماً على تطهير ما تبقى من ربوع الوطن من الاحتلال الأجنبي الأميركي والتركي والإسرائيلي والمجموعات الانفصالية والإرهابية المرتبطة به، والإسهام في إعمار الوطن بعد تطهيره من رجس الإرهاب والاحتلال، ويواصل استعداداته وتدريباته لمواجهة أي خطر يهدد الوطن ويبقى سياجه وحماته.