الثورة – أسماء الفريح:
أكدت الصين اليوم أن إقحام القضايا الجيوسياسية من قبل بعض الدول عرقل تبني بيان خلال اجتماع وزراء البيئة والمناخ لمجموعة العشرين وقالت إنه “أمر مؤسف”.
وزعمت تقارير لبعض وسائل الإعلام الغربية أن الصين تراجعت عن موقفها وعرقلت توصل الاجتماع الذي اختتم مؤخراً في تشيناي بالهند إلى توافق في الآراء بشأن قضايا رئيسية مثل خفض الانبعاثات والتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
ونقلت شينخوا عن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوله تعليقاً على هذه المزاعم إن “التقارير ذات الصلة تتعارض تماماً مع الحقائق”، مشيراً إلى أن الاجتماع توصل إلى “الوثيقة الختامية” وحقق نتائج إيجابية ومتوازنة لكنه فشل في اعتماد بيان بسبب إقحام بعض الدول القضايا الجيوسياسية كعائق.
وأضاف المتحدث أن الصين تعتقد أن مجموعة الـ20، بوصفها منتدى رئيسياً للتعاون الاقتصادي الدولي، تضطلع بمسؤوليات مهمة لدفع التنمية العالمية المستدامة وتنسيق التنمية الاقتصادية والحماية البيئية، والتصدي لتغير المناخ، ويتعين أن تلتزم المجموعة بحشد التوافق السياسي للبلدان مع الاحترام الكامل لاختلاف مراحل وحقائق تنميتها، والتواصل بشأن أفضل الممارسات والخبرات وتبادلها، وحفز الإجراءات العملية ودفع المجتمع الدولي للعمل متحداً والاستجابة بنشاط لتغير المناخ من أجل تعزيز الثقة والقدرات العالمية بشكل مشترك لتحقيق التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة.
وتابع أن على مجموعة الـ20 أن تقوم, على أساس الاحترام الكامل للأهداف والمبادئ والأطر المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس للمناخ، بتوفير دعم مفيد لمفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والتأكد من عدم خلق فجوة جديدة بين الجنوب والشمال في الاستجابة لهذا التغير وتحقيق تحول عادل وأخضر ومنخفض الكربون في جميع أنحاء العالم.
وقال المتحدث: “تحث الصين الدول المتقدمة على أن تضع جدياً بعين الاعتبار قدراتها ومسؤولياتها والتزاماتها عند الاستجابة للمناخ وأن تزيد من خفض الانبعاثات وأن تفي بالتزامها في أسرع وقت ممكن وتعمل على توفير التمويل المتعلق بالمناخ للبلدان النامية ونقل التكنولوجيا إليها ووقف الأعمال التي تؤثر على الاستجابة العالمية للمناخ وتقوضها مثل اعتماد تدابير أحادية الجانب وفك الارتباط وقطع السلاسل الصناعية وإقامة الحواجز التجارية”.
وأوضح المتحدث أن الصين ومن أجل الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني أقامت أكبر نظام لتوليد الطاقة النظيفة في العالم وساهمت بربع المناطق الخضراء المضافة حديثا في العالم منذ عام 2000 ودفعت اقتصاداً ينمو بمعدل متوسط نمو سنوي قدره 6.2 في المئة مع نمو لاستهلاك الطاقة بلغ في المتوسط 3 في المئة على أساس سنوي كما أن الصين تعد واحدة من أسرع الدول في العالم من حيث خفض كثافة الطاقة ومن حيث بناء قدراتها المركبة للطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وتابع أن بلاده قدمت الدعم والمساعدة للبلدان النامية الأخرى قدر استطاعتها حيث أنها وقعت 43 وثيقة لتعاون الجنوب- الجنوب بشأن الاستجابة للمناخ مع 38 دولة نامية ودربت نحو 2000 مسؤول وموظف مهني متخصص في الاستجابة للمناخ من أكثر من 120 دولة نامية وقدمت مساهمات إيجابية لبناء نظام عالمي لحوكمة المناخ يتسم بالعدالة والعقلانية والكسب المشترك.
وأشار المتحدث إلى أن الصين اضطلعت بدورها كرئيس للاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وعملت على تنسيق مصالح جميع الأطراف، ودفعت باتجاه صياغة نص متوازن، ودعت إلى رؤيتها للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة ووضع الناس في المقدمة والمركز، وحثت على تجنب التمييز أو القيود غير المبررة على التجارة الدولية بسبب السياسات الاقتصادية الخضراء خلال المشاورات حول الوثيقة الختامية لاجتماع وزراء البيئة والمناخ لمجموعة الـ20.
وشدد المتحدث على أن بلاده “ستواصل تعزيز تبادل السياسات والتعاون العملي بشأن القضايا البيئية والمناخية مع الدول الأخرى في إطار مجموعة الـ20 والأطر الأخرى من أجل الدفع المشترك للتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة في جميع أنحاء العالم”.