يمن سليمان عباس:
من المعروف أن الشعب السوري من أكثر شعوب الأرض اهتماما بمؤونته إذ يعد لها الكثير ويعمل على مراحل من أجل توفيرها للشتاء.
يبدأ هذا الطقس الدوري بمثل هذه الأيام مع ارتفاع درجات الحرارة لتعقيم وجفاف الخضروات كالبندورة والباذنجان والبامياء والفاصولياء وحتى مربيات وخشافات الفواكه بأنواعها.
وبعد شهر ونيف من الآن يبدأ الاستعداد لموسم المكدوس.. هذه الطقوس مازالت سارية المفعول وستبقى لكن طرأ عليها بعض التعديلات مع الوفرة المالية التي كانت سابقا فلم تعد سيدة البيت تعد عصير البندورة او غيره في بيتها بل تشتريه جاهزا.
لكن الآن ثمة عودة إلى الإنتاج في المنزل والهدف التوفير ودخول مواد لم تكن سابقا الى المواد المصنعة من مواد حافظة وملونات وأصبغة وغيرها.
أمس وأنا أعد البندورة تذكرت جدتي التي عاشت مئة عام ونيف وعاصرت فترة من الرخاء لكنها مع ذلك كانت حريصة على أن تذكرنا بموسم المؤونة تلح علينا وتقول (ما في أطيب وانظف من شغل البيت) توفر مالك وتأكل لقمة طيبة.
يبدو أن حكمة الأمهات والجدات كانت وستبقى بل ستتعمق هي الأسلم والأكثر عقلانية، وعلى سيدات البيوت في موسم الوفرة هذه على الرغم من ارتفاع الأسعار ان يقبلن على تحضير المؤونة، وكم هو جميل أن تعود الأسر في الأرياف إلى استثمار الحيازات الصغيرة من الأرض وزراعتها حسب الحاجة لعلنا نسد جانبا من احتياجاتنا ونحقق قسما من الاكتفاء الذاتي.

السابق